أحمد شعبان (القاهرة)
تبذل الدول الإفريقية وخصوصاً الصومال ودول منطقة الساحل، جهوداً مكثفة لمواجهة تهديد الحركات الإرهابية التي كثفت مؤخراً هجماتها ضد المدنيين وقوات الأمن والجيش.وتعاني القارة السمراء من أزمات كثيرة مثل الفقر والتصحر والنزاعات المسلحة والتي وفرت بيئة خصبة لانتشار الإرهاب وتحول العديد من دولها إلى ملاذ آمن للتنظيمات المتطرفة لاسيما «داعش والقاعدة».وسيطر الجيش الصومالي أمس، على منطقة «حغر» والتي تعتبر معقلاً رئيسياً للإرهابيين، بعد تطهيرها من حركة «الشباب».
وأفادت مصادر عسكرية أن قوات الجيش بدأت عملية عسكرية من منطقة «أفمدو» في إقليم جوبا السفلى تمكنت من تطهير المنطقة من الألغام التي زرعتها الميليشيات المتطرفة خلال سيطرتها على المنطقة.
وفي بوركينا فاسو، أعلن الجيش أمس، القضاء على 30 قياديًا إرهابيًا بمنطقة «سيتنيغا» قادمين من النيجر، مشيرًا إلى استهداف الإرهابيين بقصف جوي.
وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية أن الاستخبارات حددت هوية إرهابيين كانوا يحشدون معدات لوجيستية مهمة بهدف تنفيذ هجمات في إقليم «سوم»، مشيرة إلى تنفيذ هجوم على قافلة للمحروقات والذخائر كان ينقلها إرهابيون في اتجاه «دجيبو» شمال البلاد.
وبحسب مؤشر الإرهاب العالمي، هناك 10 دول إفريقية ضمن قائمة الدول الـ 20 الأكثر تأثراً بالإرهاب في العالم.
وتنشط في القارة السمراء الآن، نحو 60 جماعة إرهابية، تسيطر وتستهدف المناطق الغنية بالثروات كالذهب واليورانيوم والغاز، وترتكب أعمالاً دموية.
وأشار نائب رئيس المجلس المصري الإفريقي، السفير الدكتور صلاح حليمة إلى أن إفريقيا من أكثر المناطق معاناة من الإرهاب، مما يتطلب ضرورة دراسة تلك الظاهرة من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية من خلال دراسات متعمقة للوصول إلى حلول جذرية للتصدي لهذه المشكلة، مع هذا العدد الكبير من التنظيمات الإرهابية.
أوضح حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» أن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي تعتمد على ثلاثة حلول رئيسة هي: «الأمني، والفكري، والتنموي»، وله أهمية كبيرة من خلال التنمية المستدامة.
وشدد على أهمية مكافحة الفقر والجهل لأنهما المحركان الرئيسان للإرهاب، مع الاهتمام بدعم وتعزيز خطط التنمية البشرية والاجتماعية وحماية رأس المال البشرى ودعمه والحد من الانتماء إليه، مع أهمية التكامل الاقتصادي، ووضع استراتيجية شاملة للتعامل مع الإرهاب، لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية فقط، بل تعمل على زيادة التوعية، والاهتمام بالتنمية، وتمكين الشباب واستغلال طاقاتهم الخلاقة.
من جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب لـ«الاتحاد»، إن القارة السمراء ومنطقة الساحل الإفريقي على وجه التحديد، تشهد عمليات إرهابية كثيرة خلال الفترة الحالية بسبب الموقع الجغرافي وظروف القارة، محذرا من أن وجود التنظيمات الإرهابية في الساحل الإفريقي، خطر كبير على أمن العالم.
وأشار أديب إلى أن هناك دوراً محورياً على الحكومات المحلية والأنظمة السياسية في دول الساحل، لمواجهة الجماعات الإرهابية، سواء كانت مواجهة أمنية وعسكرية، أو فكرية لتفكيك الأفكار المتطرفة.