مدّد القضاء الفرنسي، اليوم الخميس، حبس الشرطي الذي قتل الأسبوع الماضي قرب العاصمة باريس الشاب نائل م. (17 عاماً) خلال تفتيش مروري في واقعة أثارت احتجاجات وأعمال شغب ليلية استمرّت أسبوعاً كاملاً.
وقال مصدر مطّلع على الملفّ، طالباً عدم نشر اسمه، إنّ الشرطي، البالغ 38 عاماً والموضوع في الحبس الاحتياطي منذ 29 يونيو الماضي بعدما وجّهت إليه تهمة القتل العمد، مُدّدت فترة حبسه.
وأوضح المصدر ذاته أنّ قرار تمديد فترة حبس الشرطي اتّخذته غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف في فرساي بمنطقة باريس.
وسجل ليل الأربعاء-الخميس عدد قليل من أعمال الشغب في فرنسا بالمقارنة مع الليالي السابقة، إذ بلغ عدد الموقوفين 20 شخصاً والحرائق التي تمّ إشعالها 81 حريقاً أو محاولة حريق.
- "الأسباب الجذرية"
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح اليوم الخميس، إنّ الأولوية هي "لإعادة النظام والهدوء والوفاق، ومن ثم العمل على معالجة الأسباب الجذرية" لهذه الاحتجاجات العنيفة.
خلال أسبوع الشغب الليلي، ألقت السلطات الفرنسية القبض على أكثر من 3,500 شخص.
وامتدّت الاضطرابات في باريس إلى عشرات المناطق الأخرى حيث كانت أعداد المشاغبين تطغى أحياناً على عدد أفراد الشرطة.
وأدّى الحادث وأعمال الشغب، التي أعقبته، إلى إطلاق نقاش حادّ في فرنسا حول دور العنصرية والهجرة والفقر في تقويض النظام العام.
بدورها، دعت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، اليوم الخميس، إلى "أخذ الوقت الكافي لتشخيص" أصل هذا العنف.
وقالت بورن "يجب ألا نتسرّع في استخدام كليشيهات لتقديم تفسيرات خاطئة" لهذه المشاكل، في وقت يؤكّد سياسيون من اليمين واليمين المتطرّف أنّ اللوم يقع على "مشكلة هجرة" تعانيها فرنسا.
والأربعاء اتُّهم رئيس كتلة يمينية في مجلس الشيوخ الفرنسي بالإدلاء بتصريحات "عنصرية فجّة" بعد قوله إنّ الشبّان، الذين شاركوا في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي والذين يتحدّر بعضهم من أصول مهاجرة "رجعوا إلى أصولهم العرقية".
وأدلى برونو روتايو رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ بهذه التصريحات لإذاعة "فرانس إنفو" في معرض تعليقه على أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الشاب الجزائري الأصل.
وقال روتايو إنّ هؤلاء الشبّان "هم حتماً فرنسيون، لكنّهم فرنسيون على بطاقة الهوية، ولسوء الحظ فبالنسبة للجيلين الثاني والثالث (من المهاجرين)، هناك ما يشبه العودة إلى أصولهم العرقية".
وتتواصل التحقيقات في ملابسات مقتل الشاب نائل م. ويتمّ التركيز خصوصاً على تسجيل الفيديو للواقعة.
- "رصاصة في رأسك"
أفادت صحيفة "لوباريزيان" أنّه خلال التحقيق معه، نفى الشرطي، الذي أردى الشاب، أن يكون قد هدّده بالقتل قائلاً له "سوف تتلقّى رصاصة في رأسك"، وهي عبارة يمكن سماعها في هذا الفيديو ويعتقد المحقّقون أنّ من قالها هو الشرطي الآخر الذي شارك في عملية التفتيش المروري.
وأوضحت الصحيفة أنّ الشرطي، الذي أطلق النار، قال خلال التحقيق معه إنّه صرخ في وجه الشاب عندما أمره بأن يطفئ محرّك السيارة.
وكان نائل م. يقود السيارة بدون رخصة قيادة وقد أوقفه الشرطي بسبب قيادته الخطرة للسيارة المستأجرة.