عبد الله أبو ضيف، أحمد شعبان (مكة المكرمة)
يتوجَّه حجاج بيت الله الحرام، اليوم الاثنين، إلى صعيد منى لقضاء يوم التروية، في مستهل أداء المناسك قبيل أداء ركن الحج الأعظم، الوقوف في عرفات غداً الثلاثاء.
وشهد مشعر منى منذ وقت مبكر استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، عبر تكاملية حكومية، والتي تبذل كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، وتهيئة احتياجاتهم حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وخشوع، حيث وفرت السلطات كافة الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدةً على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.
وتقدم القطاعات الأمنية المنتشرة في الميادين والطرق المؤدية للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، كل ما يخدم تنقلات ضيوف الرحمن، وضمان انسيابية الحركة المرورية، خاصة مع بدء وصولهم إلى مخيماتهم في منى.
وتسهم نقاط الفرز والتحكم في توجيه القادمين إلى مكة وجدة، والقادمين من مكة إلى الطائف للطريق البديل خلال التصعيد والنفرة، وكذلك منع السيارات غير المصرحة من دخول المشاعر المقدسة في إطار استعدادات القطاعات الأمنية وجاهزيتها، في كافة الطرق والمداخل والمخارج خلال موسم الحج.
وكانت الإدارة العامة للمرور، قد أصدرت الخرائط التفاعلية للحركة المرورية لموسم الحج الحالي، التي تستهدف تسهيل حركة ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدّسة، وتتضمن اتجاهات الحركة المرورية وخطوط السير في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
إلى ذلك، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمراً باستضافة 1000 حاج وحاجة من أسر ذوي الشهداء المشاركين في «عاصفة الحزم» من أبناء المملكة، و1000 حاج وحاجة من أسر ذوي الشهداء من القوات اليمنية، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة. وتبذل المملكة جهوداً كبيرة من أجل راحة الحجاج كل عام، وتبتكر مبادرات وتطبيقات جديدة لتوفير الخدمات والتسهيلات لراحة ضيوف الرحمن، تؤكد الدور المهم للمملكة.
وقدمت المملكة هذا العام العديد من المبادرات ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تحت شعار «حج أكثر يسراً وسلامة»، للتسهيل والتخفيف عن الحجاج وخاصة بعد رفع أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة «كورونا»، ومن أبرز المبادرات «طريق مكة» لإنهاء إجراءات السفر من صالة المغادرة في بلدانهم إلى مقار إقامتهم في مكة والمدينة، ومبادرة «ترحيب» التي تقدم جميع الخدمات والتسهيلات لأداء مناسكهم.
كما تقدم مبادرة «مبصرون» خدمات خاصة لاستقبال ذوي الهمم من أصحاب الإعاقات البصرية داخل المسجد الحرام وساحاته، وتسهل أداء مناسك العمرة والحج.
وأطلقت وزارة الحج والعمرة مبادرة «جسور»، لتعزيز العلاقات التواصل مع الدول والتعاون والتبادل الثقافي مع السفارات الأوروبية، وتسهيل إجراءات القادمين من هذه الدول.
كما أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مبادرة «مظلة وقاية» لتوزع المظلات على الحجاج لحمايتهم من أشعة الشمس، ومبادرة «بالحكمة» لحسن التعامل مع الزوار وتوعيتهم وتوجيههم بالموعظة الحسنة، إضافة إلى أكثر من 14 تطبيقاً إلكترونياً لخدمة ضيوف الرحمن، منها «تنقل»، و«لوامع الأذكار»، و«المصحف الشريف»، بجانب الروبوتات الذكية التي تعمل على تهيئة الأجواء الإيمانية لضيوف الرحمن، وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي، للتواصل والتفاعل معهم، وتعريفهم بالخدمات والبرامج والمبادرات.
ويشهد موسم الحج الحالي 185 برنامجاً معتمداً بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتعد «مكانس التطهير الذكية» من أبرز التطبيقات التي يتم استخدامها في موسم الحج هذا العام، حيث تعمل بشكل يدوي وإلكتروني من خلال تزويدها بتقنية خرائط الذكاء الاصطناعي وتطبيق إلكتروني استحدثته وكالة الخدمات والشؤون الميدانية في مكة.
وتواصل رئاسة شؤون الحرمين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للعام الثاني على التوالي من خلال استخدام روبوتات تعريفية في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، تقدم للزوار شرحاً عن المقتنيات الموجودة فيه والتي تخص الكعبة المشرفة، ومنها قطع قديمة للكسوة وبعض مكوناتها وتاريخ تطور بيت الله الحرام.
وتم التوسع في استخدام الروبوتات بشكل كبير هذا العام في استقبال الحجاج، وتزويدهم بتكنولوجيا فائقة تسمح باستخدامه في توزيع مياه زمزم والتعقيم ومكافحة الأوبئة والكاميرات الحرارية، الأمر الذي يقلل من نسب انتقال العدوى مع العدد الكبير لضيوف الرحمن المتواجدين في المكان نفسه لفترات طويلة.