أحمد عاطف (القاهرة)
ثمّن الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» عدنان أبوحسنة جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ومساهماتها، على مرّ العقود الماضية، في دعم الوكالة وميزانيتها، مؤكداً أن الدولة أنقذت «الأونروا» من الإفلاس مرتين في عامي 2018 و2019.
وأضاف أبوحسنة أن الإمارات قدمت مساعدات كبيرة لمختلف البرامج الصحية والتعليمية وبناء آلاف المنازل، كما قدمت أكثر من نصف مليار دولار عبر المساعدات المباشرة أو الهلال الأحمر وغيره من المؤسسات الإنسانية في الدولة.
وفي بداية الشهر الجاري، أعلنت الإمارات مساهمتها بمبلغ قدره 20 مليون دولار أميركي (73.6 مليون درهم)، لدعم الوكالة، حرصاً على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وأعلنت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، مساهمة الإمارات التي سيتم صرفها خلال العامين المقبلين.
وقالت معاليها، خلال اجتماع اللجنة المخصصة للجمعية العامة من أجل الإعلان عن التبرعات الطوعية للوكالة: «تواجه (الأونروا) تحديات جسيمة، حيث إن وضعها المالي غير مستقر، ومستقبلها في الميزان، لذا جاء دعم دولة الإمارات بهدف المساهمة في تمويل يعزز من تطلعات واستدامة الوكالة». وأضافت: «تلعب (الأونروا) دوراً محورياً في تحسين حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتساهم كذلك في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين».
من جهته، عدّد عدنان أبوحسنة إسهامات الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنها أعادت بناء مخيم جنين الذي تم تدميره في عام 2000، والحي الإماراتي في خان يونس جنوب قطاع غزة، لإسكان مئات العائلات التي فقدت منازلها، إضافة إلى بناء عشرات المدارس والعيادات، وتبني مدارس في قطاع غزة، وتتحمل رواتب المعلمين والقرطاسية والزي المدرسي.
وأوضح الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن «الأونروا» أنهت عام 2022 بعجز مالي قدره 75 مليون دولار تم ترحيله للعام الحالي 2023، وما حصلت عليه الوكالة حالياً من ميزانية البرامج البالغة 847 مليون دولار 57 في المئة فقط، وهو ما يهدد تقديم الخدمات من بداية سبتمبر حتى ديسمبر المقبل، وما لديها من تمويل يكفي فقط حتى نهاية أغسطس.
وقال إن العجز المالي للأونروا مركب وله أسباب متعددة أهمها ثبات الميزانية منذ عشر سنوات رغم تزايد أعداد اللاجئين ومتطلباتهم إضافة إلى الأزمة الأوكرانية وتركيز المانحين على أوكرانيا، وبعض الدول المانحة المهمة أبلغت بتخفيض مساعداتها هذا العام والأعوام المقبلة.
وظهرت تأثيرات العجز المالي مع زيادة أعداد الطلاب والإنفاق على الصحة بعيادات الوكالة في مناطق العمليات، إضافة إلى أزمة ارتفاع معدلات البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين واعتمادهم بشكل أساسي على «الأونروا» كشريان حياة، ففي غزة مثلا بلغ عدد الذين يتسلمون مواد غذائية منتظمة حوالي 1.2 مليون لاجئ فلسطيني فيما يتسلم مئات الآلاف مساعدات نقدية في سوريا ولبنان والأردن.
وكشف عدنان عن أن «الأونروا» تتحرك على مستويات مختلفة لإيجاد مانحين جدد وزيادة التعهدات المالية ومساهمة الأمم المتحدة في الميزانية والتوجه للقطاع الخاص ومؤسسات الزكاة وتحديث ورقمنه البرامج بما يتناسب مع التحولات في العالم، والبحث عن شراكات استراتيجية.
وأوضح أن قطاعات وبرامج «الأونروا» المختلفة ستتأثر بل مهددة بالتوقف في حال لم يتم تقديم التمويل اللازم لمواصلة الخدمات، لافتاً إلى أنهم يحاولون جاهدين دفع المانحين لتقديم موعد تبرعاتهم والحصول على قرض من الأمم المتحدة وإقناع المانحين بزيادة تبرعاتهم، بعد أن بلغ بعض المانحين الموثوقين بنيتهم تقليص المساعدات لهذا العام والأعوام المقبلة.
وكانت الإمارات قدمت مساعدات لفلسطين في الفترة ما بين 2018 و2023، بقيمة 521 مليون دولار، منها 119.3 مليون دولار من خلال «الأونروا».