السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مؤتمر بروكسل»: مساعٍ دولية لتخفيف أزمة اللاجئين السوريين

فتاة تدفع حاويات مياه بعد إعادة ملئها في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا (أ ف ب)
16 يونيو 2023 01:45

شعبان بلال (بروكسل)

استضاف الاتحاد الأوروبي، أمس، مؤتمراً دولياً لجمع الأموال من أجل سوريا التي ضربها زلزال عنيف في وقت سابق من العام الجاري، فيما تعهدت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات تتجاوز قيمتها 2.5 مليار دولار.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش الذي يستضيف المؤتمر، والمسؤول عن المساعدات الإنسانية التي يقدمها التكتل، «التمويل الإنساني لسوريا لا يسير بوتيرة الاحتياجات ذاتها المتزايدة بسرعة».
ووصفت ثلاث منظمات في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها «ضخمة»، وقالت، إن عُشر التمويل المطلوب فقط هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023 لمساعدة السوريين في الداخل واللاجئين منهم في المنطقة.
وذكر بيان مشترك من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، إذ يدير الثلاثة الاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة للأزمة في سوريا «المزيد من المساعدة للشعب السوري وللدول التي تستضيفهم (اللاجئين) أمر ضروري.. الاحتياجات ضخمة».
وقال المسؤولون الثلاثة بالأمم المتحدة إنهم يأملون في الحصول على تعهدات بقدر تلك التي تم تقديمها لسوريا وجيرانها ذاتها في مؤتمر مماثل العام الماضي وبلغت 6.7 مليار دولار.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011، ولا يزال نحو 6.8 مليون نازحون داخل سوريا التي يعيش فيها كل السكان تقريباً تحت خط الفقر.
ويعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وقال دان ستوينيسكو، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: «لا يمكننا تحمل خسارة جيل آخر، وينبغي ألا تكون سوريا بعد الآن مكاناً يهرب منه الناس».
وأعلنت الولايات المتحدة وألمانيا أنهما ستقدمان مساعدات مالية إضافية إلى سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة أعلنت مساعدات إضافية لسوريا قيمتها 920 مليون دولار خلال مؤتمر في بروكسل أمس.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الحزمة الجديدة ترفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية لسوريا والمنطقة إلى 1.1 مليار دولار خلال العام الجاري، ونحو 16.9 مليار دولار منذ بدء الحرب في سوريا.
وتعهدت الحكومة الألمانية بتخصيص 1.05 مليار يورو للمساعدة في تخفيف أزمة اللاجئين بسوريا والمنطقة.
وقالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتسه، في مؤتمر عن سوريا ببروكسل: «نسيان الأزمة السورية الآن سيكون خطأ فادحاً».
من جهته، تعهّد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال إعلانه المبلغ في المؤتمر في بروكسل: «لسوء الحظ، كان هناك تقدّم طفيف جداً خلال العام المنصرم من أجل حلّ النزاع السوري».
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون، خلال المؤتمر: «نحن عند منعطف بشأن سوريا، لكن أسباب النزاع وعواقبه لم يتمّ تناولها بشكل كامل بعد».
من جهته، أوضح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس بوينو، أن التكتل يواصل الدعوة إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يقودها مبعوث الأمم المتحدة الخاص، داعياً إلى اتخاذ خطوات موثوقة بما يتماشى مع العملية الأممية. 
وعلى مدار يومين، ينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمر بروكسل السابع حول «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» لإبقاء سوريا على رأس جدول الأعمال الدولية، ولحشد الدعم المالي لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتعزيز صمود الشعب السوري والمجتمعات المضيفة بالمنطقة. 
وقال لويس بيونو في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «إن الهدف الأساسي للمؤتمر إظهار التضامن المستمر مع الشعب السوري، وإبقاء القضية السورية على الأجندة الدولية»، مشيراً إلى أن مؤتمرات بروكسل فرصة لإعادة تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي للشعب السوري من خلال حشد مالي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وتعزيز صمود السوريين، كذلك، يوفر المؤتمر منصة للمجتمع المدني السوري لمناقشة التحديات التي يواجهها، والمشاركة في اجتماع الوزراء لتسليط الضوء عليها. 
واعتبر بيونو أن الاتحاد الأوروبي يتفق مع تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن عودة سوريا إلى الجامعة يجب أن ينظر إليها على أنها بداية لعملية طويلة مرتبطة بالوفاء بالالتزامات المتفق عليها في إعلان عمان بخطوات لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 ضمن نهج «خطوة بخطوة». 
وعاد الملف السوري إلى واجهة اهتمام المجتمع الدولي مجدداً بعد قرار الجامعة العربية بعودة دمشق إلى مقعدها، في محاولة للوصول لحلول فعلية لإخراج الشعب السوري من أزمته التي بدأت منذ أكثر من 11 عاماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©