دينا محمود (مقديشو، لندن)
أعلن مؤتمر برعاية الأمم المتحدة في نيويورك أمس، عن تعهدات بقيمة 2.4 مليار دولار لتقديم مساعدة منقذة للأرواح لملايين الأشخاص الذي يعانون من الجفاف في أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال.
والمبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة، إن منطقة القرن الإفريقي بحاجة ماسة لها، غير أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا») قال في بيان: «تم تفادي مجاعة».كما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مليون شخص نزحوا داخلياً في الصومال خلال 130 يومًا، وهو معدل قياسي للنزوح في البلاد.وأشارت إلى أنه بين الفترة من 1 يناير إلى 10 مايو نزح أكثر من 408 آلاف شخص بسبب الفيضانات التي اجتاحت قراهم، ونزح 312 ألفاً بسبب الجفاف المدمر، وفر معظمهم إلى مناطق هيران وسط الصومال وجيدو في الجنوب كما فر آخرون بسبب الصراع.
وأكدت ممثلة المفوضية في الصومال ماغاتي جيسي أن الاحتياجات الإنسانية في الصومال تتزايد وأن المفوضية تعمل مع الشركاء للاستجابة بأفضل ما تستطيع، ولكن مع تزايد أعداد النازحين كل يوم فإن الاحتياجات أصبحت هائلة، وتؤثر هذه المأساة على أكثر الفئات ضعفًا في الصومال، وقد أصبح عدد النازحين داخلياً في الصومال الآن أكثر من 3.8 مليون شخص، ويكافح 6.7 مليون لتلبية احتياجاتهم الغذائية، ويعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وعلى الرغم من ذلك لم تتلق الوكالات الإنسانية حتى الآن سوى 22% من التمويل المطلوب لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.
وحثت المفوضية المانحين الدوليين لتوفير الموارد للاستجابة لهذه المأساة الإنسانية.
ومع مرور منطقة القرن الإفريقي بأسوأ أزمة غذاء تواجهها منذ أكثر من 4 عقود، بما يترتب على ذلك، من إجبار ما يزيد على مليونين ونصف المليون من سكانها، على النزوح من ديارهم في دول المنطقة، صعَّدت وكالات ومنظمات الإغاثة الإنسانية، مطالباتها للمجتمع الدولي، بالتدخل بشكل أكبر، لتخفيف وطأة هذه المحنة، الناجمة عن عوامل داخلية وخارجية، على رأسها تبعات ظاهرة «التغير المناخي».
وشددت هذه المنظمات، على ضرورة زيادة الأموال المُقدمة لدول المنطقة، لمعالجة تلك التبعات، التي تقود لانعدام الأمن الغذائي، داعية البُلدان الغنية، إلى الوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاق باريس للمناخ، وإعطاء الأولوية في هذا المضمار، لمواجهة عواقب التغير المناخي.
فالآثار، التي توصف بالمتطرفة لهذه الظاهرة على «القرن الإفريقي»، والمتمثلة في موجة جفاف متصاعدة منذ عدة سنوات بسبب شُح الأمطار، وكذلك غزو للجراد اجتاح المنطقة مرتين على الأقل، بجانب فيضانات مفاجئة، وأيضا تبعات الأزمة الأوكرانية وتفشي وباء كورونا، أدت جميعها إلى أن يصل عدد المحتاجين لمساعدات عاجلة في تلك البقعة من القارة السمراء، إلى أكثر من 31 مليون شخص. ويقود ذلك، بحسب خبراء، إلى أن تواجه المنطقة، تحدياً هو الأكثر تعقيداً من نوعه، منذ جيل كامل على الأقل، خاصة مع تزايد معدلات إصابة الأطفال بسوء التغذية الحاد، في دول مثل كينيا وإثيوبيا والصومال.