أحمد مراد (تونس، القاهرة)
أصدر القضاء التونسي أمراً بسجن قيادي بارز في حركة «النهضة» بتهم غسل أموال، فيما اعتبر خبراء ومحللون تونسيون أن الحركة الإخوانية باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعدما فقدت قواعدها الشعبية والسياسية جراء سياساتها وممارساتها العدائية التي أضرت بمصالح البلاد داخلياً وخارجياً.
وأعلن مصدر قضائي تونسي، أمس، إيداع القيادي البارز بحركة «النهضة» الصحبي عتيق، السجن لتهم تتعلق بغسل أموال وحيازة عملة أجنبية بطريقة غير قانونية.
وقالت المتحدثة باسم المحكمة الابتدائية بأريانة فاطمة بوقطاية، إن «النيابة العامة فتحت تحقيقاً ضد عتيق وشخصين آخرين بسبب التهم المذكورة عبر استغلالهم لتسهيلات النشاط المهني والاجتماعي بجانب الإدلاء بشهادة زور».
وأضافت بوقطاية في تصريحات لإذاعة «موزاييك» المحلية: إن «المحكمة استندت في قرارها لوجود شبهات بتعمد إخفاء ما تثبت به الجريمة والمشاركة في كل ذلك».
وكان الصحبي عتيق، وهو عضو بمجلس الشورى، الهيئة الأعلى لحركة «النهضة»، منع قبل أسبوع من السفر في مطار تونس قرطاج الدولي بينما كان متوجهاً إلى الخارج. ويحقق القضاء أيضاً مع قياديين آخرين موقوفين من الحركة الإخوانية، من بينهم رئيس الحركة والبرلمان المنحل راشد الغنوشي ونائبه رئيس الحكومة الأسبق علي العريض، ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري، والقيادي المستقيل من الحزب أيضاً عبد الحميد الجلاصي، وتتراوح التهم بين قضايا الإرهاب والتمويل الخارجي والتحريض على مؤسسات الدولة.
وتسير حركة «النهضة» الإخوانية بخطوات متسارعة نحو غياب طويل الأمد يقربها من مرحلة الاحتضار، إذ باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعدما فقدت قواعدها الشعبية والسياسية جراء سياساتها وممارساتها العدائية التي أضرت بمصالح الدولة داخلياً وخارجياً.
وأصبحت الحركة أداة تخريب وتهديد لأمن تونس، وهو ما ظهر جلياً في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحركة راشد الغنوشي، وأدت إلى توقيفه على خلفية تحريضه بإشعال حرب أهلية.
وأوضح المحلل السياسي التونسي باسل الترجمان في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «إخوان تونس» يعانون منذ فترة طويلة الانهيار والفشل الذي يقود الحركة إلى مرحلة الزوال، لا سيما بعد أن اكتشف الشعب حقيقة ادعاءات الحركة التي كان هدفها الأول والأخير الوصول إلى السلطة بأي وسيلة، حتى لو كان عبر التحالف مع منظومات الفساد التي سقطت في يوليو 2021 مع حل البرلمان الإخواني.
وقال الترجمان، إن توقيف رئيس حركة راشد الغنوشي كان حدثاً عادياً، ومر مرور الكرام على الشعب التونسي، ولم يُثير اهتمام الشارع، ورغم أنه شكل صدمة لـ«الإخوان» لم يطالب أحد من أنصاره بإطلاق سراحه، ما يعكس حجم التفتت والانهيار الذي وصلت له الحركة، إذ انفضت عنها القواعد الشعبية والسياسية بعدما اكتشف الشعب أنها مجرد «حديقة خلفية» لراشد الغنوشي وتخدم مصالحه فقط.
من جانبه، أوضح عضو مبادرة «لينتصر الشعب»، عثمان الحاج عمر، أن حركة «النهضة» قد تضعف أو تغيب عن المشهد السياسي بعض الوقت إلا أنها لن تزول لارتباطها بمصالح أطراف خارجية لا تريد خيراً لتونس.
وقال السياسي التونسي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن «الإخوان لا يحركهم إسلام ولا وطنية، وقد صُنعوا منذ البداية ليكونوا خدماً لمصالح أطراف خارجية، ويتخفون وراء تنظيم ديني يحمل شعارات زائفة وخادعة، فجماعة الإخوان صنيعة القوى الاستعمارية التي ما زالت تعمل على تجزئة العرب، وتعطيل تقدمهم، وتحول الإخوان إلى أداة لتدمير الأمة».