عدد اليوم
نظّم بريطانيا، غدا السبت، مراسم تتويج فخمة هي الأولى منذ 70 عاما مع جلوس الملك تشارلز على العرش في طقوس مهيبة وأكثر من ألف عام من التاريخ.
ومراسم التتويج الأولى لملك بريطاني منذ 1937، هي تأكيد ديني على اعتلائه العرش خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر 2022.
وجزء كبير من المراسم الأنغليكانية، التي ستقام في كنيسة ويستمنستر، وستتوج خلالها أيضا زوجته كاميلا ملكة، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك، البالغ 74 عاما.
وتكلف المراسم 100 مليون جنيه (126 مليون دولار أميركي) وقد يكون جزء كبير منها مخصص على الأرجح للعملية الأمنية الضخمة.
لكنّ متحدثا باسم قصر باكنغهام قال إن اهتمام العالم "يعوّض وأكثر عن المدفوعات المترافقة معها".
وقالت هيئة تجارية إن المراسم، التي تستمر ثلاثة أيام تشمل عطلة رسمية الاثنين، يمكن أن تعود بمبلغ 350 مليون جنيه على قطاع الترفيه بما فيه المقاهي.
وبُذلت كل الجهود لأكبر عروض الفخامة والأبهة البريطانية منذ عقود، والتي تتخطى المراسم الرسمية لدفن الملكة في سبتمبر الماضي.
في المجموع، سيشارك سبعة آلاف عسكري، من خيالة إلى فرق موسيقية، في العرض الذي يتم التدريب عليه بدقة بالغة.
وسينتقل تشارلز وكاميلا من باكنغهام في عربة اليوبيل الماسي، ثم يعودان إلى القصر في نفس الطريق على متن العربة الذهبية الأقدم، عقب المراسم التي ستستمر ساعتين في الكنيسة.
في القصر، ستُقدم لهما التحية من أفراد من القوات المسلحة، ثم يتابعان طلعات جوية احتفالية من شرفة القصر مع أفراد آخرين من العائلة الملكية.
لكن سيكون هناك أيضا خروج عن التقاليد مع قائمة مدعوين أكثر تنوعا وتمثيلا للمجتمع البريطاني.
ستكون مسألة البيئة حاضرة أيضا، ومنها مسح الملك بزيت نباتي والملابس الاحتفالية المعاد تدويرها، ما يعكس القضايا التي حمل تشارلز لواءها طيلة حياته وهي الاستدامة والتنوع البيولوجي.
يحضر المراسم 2300 مدعو من بينهم زعماء دول من أنحاء العالم، وهو عدد أقلّ بكثير من أكثر من 8000 مدعو احتشدوا في كنيسة ويستمنستر لحضور حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية في 1953.
من بين الحضور، الأمير هاري، الابن الأصغر للملك تشارلز، والذي انسحب من الحياة الملكية ويقيم في الولايات المتحدة.
ورغم الأمطار الغزيرة، اليوم الجمعة، وتوقعات بمزيد من الأمطار في عطلة نهاية الأسبوع، بدأ محبو العرش البريطاني بالتخييم على شارع "ذا مول" المؤدي إلى قصر باكنغهام طمعا في متابعة المراسم من أفضل الأماكن.
جاءت كارول فيرفاكس (45 عاما) وابنها تشارلي، البالغ ثمانية أعوام، وشقيقتها كارين تشامبرلين (57 عاما) من برمنغهام بوسط انكلترا وتجهزوا بخيم وأكياس النوم.
وقالت تشامبرلين "الأمر رائع".
وأضافت "والدتنا جاءت إلى لندن في 1951. القدوم إلى هنا طريقة للقول إننا فخورون بالعرش. عسى أن نكون هنا عندما يصبح (وريث تشارلز) وليام ملكا".
ويتلقّى ركاب القطارات رسالة بصوت الملك تشارلز وكاميلا تنبّههم إلى "الفجوة" بين منصة المحطة والقطار.
