انحسر القتال في السودان الليلة الماضية بعد أن وافق الجيش وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، مما سمح للمزيد من السودانيين بالفرار اليوم الثلاثاء وللدول الأجنبية بإجلاء مواطنيها.
غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت من "خطر بيولوجي كبير" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد سيطرة أحد طرفي النزاع في السودان على معمل يحتوي على مواد منها مسببات الحصبة والكوليرا وأخرجت الخبراء الفنيين منه.
واندلع صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل، مما أدى إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات للقتال الذي أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصا وإصابة ما يزيد على 4000 آخرين وانقطاع المياه والكهرباء وعدم توافر المواد الغذائية في بلد يعتمد بالفعل على المساعدات.
ونقلت دول أجنبية موظفي سفاراتها جوا من العاصمة الخرطوم بعد عدة هجمات على دبلوماسيين، ومنها مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية بالرصاص بينما كان في طريقه إلى عمله. وتنفذ بعض الدول أيضا عمليات إجلاء لمواطنيها.
وبدأت الحكومة البريطانية اليوم الثلاثاء عملية إجلاء كبرى لمواطنيها بطائرات عسكرية من مطار إلى الشمال من الخرطوم. وقالت فرنسا وألمانيا إن كلا منهما أجلت ما يزيد على 500 من مختلف الجنسيات.
كما استغلت الأسر السودانية فترة الهدوء للخروج من منازلها، بعد قتال عنيف استمر لما يزيد على أسبوع، والبحث عن وسائل لنقلهم إلى بر الأمان. ويخشى السكان من أن يؤدي نزوح الأجانب الجماعي إلى تعريض حياتهم لخطر أكبر.