عبد الله أبو ضيف (عدن، القاهرة)
أكدت الحكومة اليمنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، بدء عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، والتي تشمل إطلاق سراح وتبادل قرابة 900 أسير، في خطوة مهمة لبناء الثقة، في بارقة أمل تعطي دفعاً للجهود الدبلوماسية الهادفة لإنهاء الحرب، وسط ترحيب عربي ودولي بهذه الخطوة.
وقال ماجد الفضائل، المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، عضو الوفد المفاوض، وكيل وزارة حقوق الإنسان، لـ «الاتحاد»، إن اليوم الأول من عملية تبادل الأسرى والمختطفين بين الحوثي والحكومة جرى على أفضل مستوى، وبإشراف من الصليب الأحمر والأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول الحكومي الرسمي أن طائرات الصليب الأحمر نقلت الأسرى من صنعاء بالفعل، وجرى الانتهاء من نقل الأعداد المتفق عليها من الطرفين في اليوم الأول، مشيراً إلى أن عملية تبادل الأسرى والمختطفين من المقرر أن تستمر حتى يوم غد الأحد، لإنجاز اتفاق جنيف الموقع عليه خلال الشهر الماضي.
وأكد الفضائل أن من بين المفرج عنهم اللواء الركن محمود الصليحي، وزير الدفاع الأسبق، واللواء الركن ناصر منصور، شقيق الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي.
وأفادت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان، بوصول أول طائرة قبل الظهر إلى صنعاء آتية من عدن، مقرّ الحكومة المؤقت، وعلى متنها 125 سجيناً، وبوصول طائرة أخرى بعد الظهر إلى عدن آتية من صنعاء وعلى متنها 35 سجيناً، من بينهم اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي. وحطت طائرة ثالثة في صنعاء تحمل على متنها 124 سجيناً، وطائرة رابعة في عدن وعلى متنها 34 سجيناً، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشرف على عملية التبادل. وعند مدخل مطار عدن، انتظر مئات من أقرباء الأسرى وصول أفراد عائلاتهم، وقد جلس معظمهم على الأرصفة وفي ظل الأشجار.
وتوصلت الأطراف اليمنية، خلال مفاوضات عقدت في برن الشهر الماضي، إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج «الحوثيون» عن 181 أسيراً مقابل 706 معتقلين لدى القوات الحكومية.
وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في أكتوبر 2020، جرى «إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيراً وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم»، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
أما مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني، فقال في مؤتمر صحفي، إنّ عملية الإفراج عن السجناء «خطوة لبناء الثقة، في إطار مبادرة أوسع»، معتبراً أنها تعطي «زخماً» لجهود إنهاء الحرب.
من جهته، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، ببدء عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، في اليمن.
وأشاد بالاتفاق الذي يعتبر ثاني أكبر عملية لتبادل الأسرى في اليمن، وبادرة إنسانية مهمة في هذه الأيام المباركة لعودة مئات الأسرى والمعتقلين إلى أسرهم وأهليهم، مثمناً دور المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ودور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رعاية صفقات تبادل الأسرى.
وقال: «إن هذا الاتفاق بارقة أمل جديدة تعطي الزخم للجهود الهادفة لوضع الأزمة اليمنية على طريق الحل، وخطوة مشجعة تدعم السلام لليمن وشعبه الشقيق من خلال هدنة دائمة وحل سياسي يرسم ملامح الاستقرار في اليمن والمنطقة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات المؤتمر الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرار 2216 و2624».
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بالمساعي المخلصة للوفد السعودي والعُماني في صنعاء للوساطة بين الطرفين، الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وهو الأمر الذي يعكس الموقف الثابت لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي الشامل، الأمر الذي يعزز عملية السلام ويمهد الطريق نحو المصالحة وإنهاء الحرب في اليمن.
من جهته، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: «تأتي عملية الإفراج في وقت يسوده الأمل في اليمن كتذكير بأن الحوار البنّاء والتسويات المتبادلة، أدوات قوية قادرة على تحقيق نتائج مهمة، وتستطيع مئات العائلات اليمنية الآن أن تحتفل بالعيد مع ذويها لأن الأطراف تفاوضوا وتوصلوا إلى اتفاق».
وأضاف: «آمل أن تنعكس هذه الروح في الجهود الجارية للدفع بحل سياسي شامل». وأوضح المبعوث الأممي أن آلاف العائلات الأخرى «لا تزال تنتظر لمَّ شملها مع أحبائها، وآمل أن تبني الأطراف على نجاح هذه العملية للوفاء بالالتزام الذي قطعوه على أنفسهم تجاه الشعب اليمني في اتفاقية ستوكهولم بالإفراج عن جميع المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع لإنهاء هذه المعاناة».
وزير الدفاع الأسبق وشقيق هادي من بين المفرج عنهم
تعهد مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أمس، بالعمل على إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين، كأولوية إنسانية. وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، في حسابه على موقع التواصل «تويتر»: «يعود إلينا في هذا اليوم المبارك من الشهر الفضيل أبطالنا المعتقلون، وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق، واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وعلى وجوههم المتعبة ترتسم ابتسامة شموخ وعزة وصمود، لم تستطع ثماني سنوات من الأسر في سجون الميليشيات الحوثية أن تكسر إباءهم ووطنيتهم». وأضاف: «سيبقى ملف المعتقلين حاضراً كأولوية إنسانية حتى يتم الإفراج الكامل عن كل المعتقلين والأسرى».