عواصم (وكالات)
انحسرت فيما يبدو المواجهات بين إسرائيل ومسلحين على الحدود اللبنانية وفي الأراضي الفلسطينية، أمس، ما يهدئ القلق من أن يكون بداية لتصعيد كبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وسط دعوات دولية للتهدئة وخفض التصعيد.
ورغم ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، بتعبئة مزيد من احتياطيي قوات الشرطة الجيش بعد هجوم دهس في تل أبيب أسفر عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرين.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتانياهو أن «رئيس الوزراء أصدر تعليماته للشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية، وأمر الجيش الإسرائيلي بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية». وأسفر إطلاق نار في الضفة الغربية المحتلة عن مقتل شقيقتين إسرائيليتين وإصابة أمهما. ومرت صلاة التراويح بالمسجد الأقصى، حيث اندلع العنف بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين في وقت سابق من الأسبوع، دون حوادث تذكر.
وأطلق مسلحون من لبنان وغزة عدداً كبيراً من الصواريخ على شمال إسرائيل وجنوبها، أمس، فيما وجّه الجيش الإسرائيلي ضربات جوية. لكن لم يبد أي طرف رغبة في إطالة أمد القتال.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «لا أحد يريد تصعيداً في الوقت الحالي، الهدوء سيتم الرد عليه بالهدوء، في هذه المرحلة على ما أعتقد، على الأقل في الساعات المقبلة».
ودعت الصين وروسيا وبريطانيا ومصر إلى التهدئة وخفض التصعيد، مع التشجيع على التوصل إلى تسوية سريعة ومناسبة للقضية الفلسطينية. ومرت صلاة الجمعة، أمس، دون حوادث تذكر بالمسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس التي تجتذب مئات الآلاف من المصلين خلال شهر رمضان، حيث نشرت إسرائيل أعداداً كبيرة من قوات الشرطة.
وبصرف النظر عن بعض حوادث رشق الحجارة، قالت الشرطة إن حرم الأقصى يسوده الهدوء.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، داهمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وضربت المصلين الفلسطينيين، واعتقلت وطردت مئات الأشخاص من الحرم القدسي، فيما وصفته بأنه مداهمة لإخراج «محرضين متحصنين في المسجد»، الأمر الذي أثار إدانات في أنحاء العالم العربي.
وفي هجوم أمس في الضفة الغربية، قال مسؤولون إسرائيليون إن شقيقتين قُتلتا وأصيبت أمهما عندما تعرضت سيارتهن لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة الحمرا.
وتضمنت هجمات، أمس الأول، الصاروخية أكبر هجمات تنطلق من لبنان منذ حرب 2006. وتسببت الهجمات في تعكير عطلة عيد الفصح اليهودي، ودفعت السكان إلى الملاجئ. وأصيب منزل واحد على الأقل بصاروخ أطلق من غزة.
ودعت إسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إدانة لبنان والفصائل الفلسطينية المسلحة بسبب إطلاق الصواريخ.
لكن قبل ظهر أمس، قال الجيش الإسرائيلي إن السكان بالقرب من حدود غزة لم يعودوا بحاجة للبقاء بالقرب من الملاجئ. واستهدفت ضربات جوية إسرائيلية مواقع في غزة ولبنان في وقت مبكر من صباح أمس.
وهزت انفجارات مدوية مناطق مختلفة من القطاع الساحلي المحاصر. وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية قصفت عشرة أهداف، تشمل أنفاقاً ومواقع لتصنيع الأسلحة.
وخلت الشوارع في غزة إلى حد كبير باستثناء بعض سيارات الأجرة وسيارات الطوارئ. ولحقت أضرار ببعض المنازل ومستشفى للأطفال في حي التفاح بمدينة غزة.
وحتى قبل اندلاع الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية على مدى الأشهر الماضية في ظل مداهمات عسكرية شبه يومية، وزيادة عنف المستوطنين، وسط موجة هجمات من جانب الفلسطينيين. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو تدعو إسرائيل وفلسطين إلى الامتناع عن خطوات المواجهة، والعودة إلى نظام وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن عملية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتطلب العودة إلى قرارات الأمم المتحدة.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أمس، عن قلق مصر البالغ نتيجة التصعيد المتسارع والخطير الذي تشهده المنطقة على مدار الـ 48 ساعة الماضية، وطالب جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والتجاوب مع الجهود المبذولة للتهدئة، وحقن الدماء وحماية الأرواح.
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط تشاي جون قوله، أمس، إن بكين ستواصل العمل الجاد للتشجيع على التوصل إلى تسوية سريعة ومناسبة للقضية الفلسطينية.
وعبّر المبعوث الخاص، لدى لقائه سفراء من دول الشرق الأوسط في بكين، عن قلق الصين البالغ حيال تصاعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ولبنان، ودعا إلى أقصى درجات الهدوء وضبط النفس من جميع الأطراف، خاصة إسرائيل. وأكّدت فرنسا، أمس، «تمسّكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته»، وذلك بعد الغارات الجوّية التي شنّتها إسرائيل على كلّ من لبنان وقطاع غزة ردّاً على إطلاق صواريخ منهما على أراضيها.
وحض نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما، جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
كذلك، دعت بريطانيا جميع الأطراف إلى تهدئة التوترات، مؤكدة ضرورة احترام الوضع التاريخي الراهن في ما يتعلق بالأماكن المقدّسة في القدس.