أحمد عاطف (أبوجا، القاهرة)
أكد خبراء ومتخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة ومكافحة الإرهاب، أن المعارك الدائرة بين تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام» في غرب أفريقيا للسيطرة على منطقة بحيرة تشاد، يصب في مصلحة نيجيريا، ويخدم جهود مكافحة الإرهاب ويؤدي إلى إضعاف كلتا الجماعتين.
وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة طارق أبو السعد، أن الصراع بين «داعش» و«بوكو حرام» يعود إلى عام 2016 عندما انشق بعض عناصر «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «القاعدة» الإرهابي وانضموا لتنظيم «داعش» واستولوا على بعض القرى والمدن، وخلال هذه السنوات تبادل التنظيمان الانتصارات والهزائم.
وأضاف أبوالسعد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن شمال نيجيريا وفي ولاية «بورنو» تحديداً تتمركز الجماعتان الإرهابيتان وتديران الحياة الاجتماعية، وأن المعارك التي تدور بينهم مؤخراً تعود إلى أن «بوكو حرام» هاجمت معسكرات لـ«داعش»، واستولت على قرية كانت تعد ميناء للتنظيم الإرهابي على ضفاف «بحيرة تشاد».
بدوره، أوضح الباحث في شؤون الحركات الإرهابية ومؤسس «الجبهة الوسطية لمجابهة العنف والتطرف» صبرة القاسمي، أن الخلافات بين «داعش» و«بوكو حرام» عميقة وممتدة منذ نشأة فرع «داعش» في نيجيريا عام 2015. وقال: «رغم عدم تكافؤ الفرص بينهما، إلا أن بوكو حرام سيواجه ويصارع حتى الأنفاس الأخيرة، وربما يندثر وتتحطم أسطورته بعد كل هذه السنين أمام تنظيم داعش الذي سيبتلع القدر الأكبر من بوكو حرام بعد أن يقضي القتال على أعداد كبيرة منه».
وفي السياق، لفت الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان إلى أن هناك مجموعات من عناصر «بوكو حرام» كانت قد انشقت بعد مقتل زعيم الحركة وانضمت إلى «داعش» في غرب أفريقيا، لكن خلال الفترة الأخيرة بدأت عودة عكسية إلى «بوكو حرام» مرة أخرى.
وأوضح سلطان في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «بوكو حرام» تتبنى موقفاً أكثر تشدداً فيما يتعلق بقضايا التكفير واستهداف المدنيين وما إلى ذلك، معتبرين أن «داعش» منحرفة، وأنهم يواصلون قتالها للنهاية دون مهادنة.