عبد الله أبوضيف (القاهرة)
اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أن زيارة وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو إلى القاهرة، اليوم، تُعد بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وإطلاق حوار مُعمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وبهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين.
وأكد أبو زيد، في تصريحات صحفية، أمس، قبيل الزيارة المرتقبة لوزير خارجية تركيا إلى القاهرة، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، سيستقبل نظيره التركي في لقاء ثنائي بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير، يعقبه مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، على أن يعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك، بحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية. وأفادت وزارة الخارجية التركية، أمس، بأن تشاووش أوغلو سيبحث خلال لقائه شكري العلاقات التركية المصرية بكافة جوانبها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية. وزيارة تشاووش أوغلو ستكون الأولى التي يقوم بها وزير خارجية تركي لمصر منذ 10 سنوات.
وفي 27 فبراير الماضي، قام شكري بزيارة تعزية وتضامن لتركيا عقب كارثة الزلزال، والتقى تشاووش أوغلو. كما أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان لتقديم التعازي والمواساة على خلفية الزلزالين المدمرين اللذين ضرباً جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من الشهر الماضي. كما أرسلت مصر مساعدات إنسانية إلى تركيا لمساعدة المتضررين من الكارثة.
وشدد خبراء لـ«الاتحاد» على أهمية الزيارة باعتبارها خطوة لعودة العلاقات بين مصر وتركيا، وقال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الزيارة تعبر عن أهمية العلاقات المصرية التركية الراسخة وما تحملها من مكونات تاريخية كقوتين إقليميتين.
وأضاف القويسني لـ«الاتحاد» أن علاقات البلدين موجودة وقائمة منذ عقود طويلة، مضيفاً: حتى في فترة الخلافات بين البلدين حافظت مصر على العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا، وظلت الصادرات التركية تدخل السوق المصري.
من جهته، أكد علي أسمر المحلل السياسي التركي أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا مسألة وقت، نتيجة سير المباحثات بين البلدين في المسار الصحيح في العديد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية. وأضاف علي لـ«الاتحاد» أن زيارة تشاووش أوغلو التي تعقب زيارة وزير الخارجية المصري إلى تركيا بعد الزلزال، دليل على أن الدولتين الشقيقتين الجارتين الإقليميتين في هذه المنطقة بحاجة لبعضهما بعضاً. وتابع: «تركيا منذ شهور بدأت بسياسة صفر مشاكل، والآن حان وقت التعاون مع مصر كونها دولة عربية إقليمية».