عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أعلن اتحاد عمال النقل في فنلندا، أمس الأول، التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور من شأنه إنهاء إضراب عمال الموانئ في فنلندا الذي استمر لمدة أسبوعين، وترك أثراً كبيراً على التجارة الخارجية للبلاد. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن ما يقرب من 1800 من عمال شحن وتفريغ السفن فازوا بزيادات في الأجور بنسبة 6.3% لمدة تزيد على عامين بقليل، و1100 يورو لكل عام، وفقاً لبيان صادر عن اتحاد عمال النقل الفنلندي.
ويرى خبراء أن النقابات العمالية هي المحرك الرئيس للمظاهرات والإضرابات الأخيرة التي تأخذ طابعاً اقتصادياً في البلدان الأوروبية نظراً لتردي الأوضاع مؤخراً، بينما تدور بالأساس حول موضوعات سياسية.
وفي هذا السياق، قالت جيهان جادو عضو مجلس محلي بمدينة فرساي الفرنسية: إن دور النقابات رئيس في الاحتجاجات والإضرابات الحالية في القارة الأوروبية، خاصة في فرنسا التي يعاني فيها الشعب من بعض السياسات من جانب الحكومة، حيث لأول مرة تجتمع النقابات الفيدرالية والعمالية مع الشباب الذين خرجوا في مظاهرات مليونية.
وأضافت في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المظاهرات تأخذ شكلاً اقتصادياً بحتاً، بينما هو سياسي في العمق، فمثلاً في فرنسا سياسة الحكومة في موضوع المعاشات ورفع السن والإصرار على تمرير القانون رغم رفضه من غالبية قوى الشعب إلا أنها ماضية بما لها من صلاحيات في إقرار القانون.
في سياق متصل، قال الباحث في الشأن الأوروبي محمود السيد: إن أزمة النفط العالمية تسببت في أزمة مجتمعية، ومن هنا تنامى دور النقابات العمالية تحديداً والمعروف عنها منذ زمن طويل وجودها على يسار السلطة.
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الأزمة الأوكرانية خلفت أزمة نفط عالمية بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل مبالغ فيه، مما جعل أغلب القطاعات وخاصة أصحاب المطاعم والمخابز تنضم إلى هذه الإضرابات لنقص السلع وارتفاع الوقود مما أثر بشكل كبير على الإنتاج لديه.
وأشار السيد إلى أن المتظاهرين يعترضون بالدرجة الأولى على فقر الحلول المقدمة من الحكومات والموازنات الاقتصادية واكتفائها بإعطاء مسكنات من المعونات القليلة للمساعدة على مواجهة الغلاء، ولم ترتق إلى إصلاح شامل لتخطي تلك الأزمة الاقتصادية، بجانب زيادة معدلات البطالة خلال الشهور الأخيرة بشكل واضح وهو أمر مشترك في أوروبا.
