السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يبحث عن 30 فرداً من عائلته في ركام زلزال تركيا

البحث عن ناجين تحت أنقاض الزلزال في سوريا
8 فبراير 2023 19:47

نجا مالك إبراهيم وزوجته وأولاده من الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا، فتنفس الصعداء. لكن فرحته لم تدم طويلاً، فهو منهمك في الحفر بين الأنقاض في محاولة لإنقاذ ثلاثين فرداً من عائلته في شمال سوريا.

في قرية "بسنيا" الحدودية مع تركيا، يزيل إبراهيم الحجارة واحداً تلو الآخر منذ صباح الاثنين. يحفر بالمعول حيناً وبيديه حيناً آخر بحثاً عن عائلة عمه مع أولاده وأحفاده، وأولاد عمه الثاني وعائلاتهم.

ورغم الجهود المضنية، التي يبذلها إبراهيم مع عناصر إنقاذ وسكان القرية، لم يتمكنوا إلا من إخراج عشرة منهم فقط متوفين، فيما استحال المبنى وجدرانه أكواماً من الحجارة تعلوها لوحات الطاقة الشمسية.

يقول إبراهيم (40 عاماً)، الذي غطى الغبار وجهه وملابسه "فنيت العائلة بأكملها، إنها إبادة كاملة"، مرجحاً عدم وجود ناجين بينهم.

يرفع إبراهيم الحجارة ويبكي على ذكرياته وجلساته الممتعة مع أقربائه.

ويضيف "كلما أخرجنا جثة، أتذكر أياماً جميلة قضيناها سوياً، كانت لقاءاتنا جميلة، كلها ضحك ومزاح، لكنها لن تعود. تفرقنا، هم في دارة الآخرة ونحن هنا. لن نرى بعضنا مرة أخرى".

حين وقع الزلزال فجر الاثنين، فرّ إبراهيم مع زوجته وأولاده الثمانية من منزلهم في مدينة إدلب.

وسرعان ما تبدّد شعوره مع معرفته بوجود أقربائه تحت الأنقاض. وما كان منه إلا أن توجّه سريعاً إلى "بسنيا" التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مدينة إدلب.

- "ذكرياتنا دفنت معهم"

يقول إبراهيم، مرتدياً قفازات تساعده على رفع الحجارة "نحفر ولا ننام، نتأمل منذ يومين أن يخرج أحدهم على قيد الحياة"، لكن الحظوظ تبدو ضئيلة.

ويضيف "لا يزال هناك عشرون شخصاً تحت (الركام). إنه شعور لا يوصف. مأساة كبيرة"، مضيفاً "ذهبت ذكرياتنا. دُفنت معهم".

في "بسنيا"، سويت أبنية كاملة بالأرض، تجمع فوقها العشرات من السكان والمتطوعين وعاملي إغاثة يحفرون ويصرخون آملين أن يأتيهم صوت من تحت الحجارة والجدران المتصدعة.

حين ينجحون في العثور على أحياء، يصرخون فرحاً. ويواسون من ينتظرون بفارغ الصبر بارقة أمل بإنقاذ أحبائهم.

سبّب الزالزال، ومركزه تركيا المجاورة، دماراً هائلاً في خمس محافظات سورية على الأقل. وتجاوزت حصيلة القتلى في البلدين 11 ألفاً، أكثر من 2600 شخص منهم في سوريا.

في قرية الرمادية الحدودية مع تركيا، يبكي أيمن ديري (50 عاماً) شقيقه مأمون وأولاده الثمانية. لكنه يصرّ على عدم الاستسلام، علّ أحدهم يخرج على قيد الحياة، خصوصاً أنه تمكن مع فرق الإغاثة ومتطوعين من إنقاذ عالقين تحت الأنقاض بعد سماع صراخهم من بين الركام.

بعد ساعات طويلة من الحفر، انتشل عاملو الإغاثة أحد أبناء شقيقه (12 عاماً) جثة هامدة.

لكنه مع ذلك يصرّ "لن نتعب. لا نعلم إن كان الباقون أحياء أم أموات، لكن الواحد منا لا يسعه إلا أن يتأمل خيراً ... وإن كنا نرى حال المبنى" الذي سقط سقفه فوق رؤوس قاطنيه.

ويضيف بحزن بينما يتذكر ابن شقيقه الذي كان غالباً يدعوه لزيارتهم "ليرحمهم الله أحياء كانوا أم أمواتاً".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©