خالد عبدالرحمن (أبوظبي)
جعل الرئيس الأسبق لباكستان الجنرال برويز مشرف الذي توفي أمس، عن 79 عاماً، بلاده حليفة مهمة لدول العالم في إطار الحرب على الإرهاب، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتولّى الجنرال الراحل السلطة في أكتوبر 1999 وبقي يحكم باكستان حتى عام 2008، وتوفي مشرف بعد صراع طويل مع المرض، حيث نُقل إلى مستشفى.
وبعد هجمات الـ11 من سبتمبر، ظهر مشرف، الذي كان يؤكد أن مثله الأعلى في القيادة هو نابليون وريتشارد نيكسون، كحصن إقليمي منيع في وجه تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي لجأ قادته إلى المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان. ونجا من ثلاث محاولات اغتيال على الأقل قام بها التنظيم.
وخلال حكمه الذي استمر 9 سنوات، شهدت باكستان ازدهاراً اقتصادياً ونمو الطبقة الوسطى وحرية وسائل الإعلام، ولجأ الجيش إلى التهدئة الإقليمية.
وقال المكتب الإعلامي للجيش الباكستاني، في بيان، إن كبار القادة العسكريين «يعربون عن تعازيهم الحارة في وفاة الجنرال برويز مشرف».
وقال فؤاد تشودري المساعد المقرب السابق لمشرف وأحد قادة حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان «لم يكن هناك نظام ديمقراطي أقوى من الذي كان في عهده».
وأدخل مشرف إصلاحات رئيسة لتدعيم الديمقراطية، منها إنهاء الانتخابات المنفصلة للأقليات الدينية في الانتخابات وزيادة عدد مقاعد المرأة في البرلمان، كما سمح للقنوات التلفزيونية الخاصة بالعمل في البلاد.
كان هذا الجندي السابق في القوات الخاصة للجيش الباكستاني، المولود في دلهي في الحادي عشر من أغسطس عام 1943، أي قبل أربع سنوات من تقسيم شبه القارة الهندية، رئيساً للأركان عندما سقطت حكومة نواز شريف المدنية في أكتوبر 1999.
وهاجرت عائلته إلى باكستان عندما انفصلت عن الهند عام 1947 واستقرت في كراتشي. والتحق مشرف بالأكاديمية العسكرية الباكستانية عام 1961، واختاره رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف، شقيق رئيس الوزراء الباكستاني الحالي، قائداً للجيش عام 1998.
ونصب برويز مشرف رئيساً في يونيو 2001، قبل فوزه في استفتاء أبريل 2002.
وفي مارس 2013، عاد إلى باكستان من أجل المشاركة في الانتخابات وإنقاذ البلاد من الركود الاقتصادي وخطر طالبان. لكنه مُنع من الترشح للانتخابات التشريعية.
وفي مذكراته «على خط النار»، اقتبس مشرف من أقوال نابليون بونابرت وريتشارد نيكسون على اعتبار أنهما مثلاه الأعليان في القيادة.
وبمساهمته في صياغة خطة سلام لكشمير مع الهند في عام 2006، حقق مشرف مكانة بارزة في التاريخ، كرجل سلام.
وحصل على واحدة من أفضل الميداليات العسكرية للبسالة في حرب عام 1965 كعضو في وحدة كوماندوز الجيش الباكستاني - مجموعة الخدمات الخاصة.