شعبان بلال وكالات (القاهرة، موسكو)
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الجانب الروسي يعمل على تنظيم لقاء يجمع وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا، مؤكدة أن العمل جار في موسكو لعقد لقاء يجمع الوزراء سيرغي لافروف وفيصل المقداد ومولود جاويش أوغلو.
وأضافت ممثلة الخارجية: «من الناحية العملية، لم تتم بعد الموافقة على موعد محدد، ويجري العمل على عقد مثل هذا الاجتماع».
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إنه قد يلتقي نظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير، نافياً التقارير التي تفيد بأنهما قد يجتمعان الأسبوع المقبل. وقال أوغلو «قلنا من قبل إن هناك بعض المقترحات بشأن لقاء الأسبوع المقبل لكنها لا تناسبنا، قد يكون ذلك في بداية فبراير، ونحن نعمل على تحديد موعد».
ونهاية العام الماضي، عقد لقاء ثلاثي جمع وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا، في العاصمة الروسية موسكو، حيث جرى بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا، وحضره كذلك رؤساء الاستخبارات في كل من سوريا وتركيا.
وفي هذا الصدد يرى الباحث المصري المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات، كرم سعيد، أن هناك مؤشرات عدة لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، أولها نجاح روسيا في تقريب المسافات بين البلدين وآخرها الاجتماع الأمني الثلاثي على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات وهو الأول من نوعه منذ 11 عاماً. وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المؤشرات تشمل التصريحات الإيجابية من كلا الطرفين والتي جاءت كاشفة عن اتساع مساحات التفاهم، حيث أعلنت تركيا استعدادها لسحب قواتها من سوريا التي من جهتها قد تعطي الضوء الأخضر لأي تدخل عسكري تركي لمكافحة الأكراد وهو ما يساعد على دفع قوات النظام السوري إلى مناطق الشمال التي تمثل أولوية بالنسبة لها. وتابع سعيد أن فرص التقارب بين البلدين مرشحة للصعود لأن تركيا تسعى للتخلص من ورقة اللاجئين التي تمثل عبئا عليها، بالإضافة إلى أن العلاقة مع دمشق قد تسمح بتمرير طموحها لتأسيس منطقة آمنة على الحدود الجنوبية مع سوريا وتوسيع دائرة المصالحات التي تبنتها العام الماضي خاصة أن هناك قوى عربية تسعى لإعادة سوريا للحاضنة العربية. وفي 26 مارس 2012 أغلقت تركيا أبواب سفارتها ونقلت طاقمها خارج سوريا، وأبقت العمل بقنصلية حلب لفترة وجيزة قبل إغلاقها بشكل نهائي. وبحسب أحدث حصيلة رسمية فإن تعداد اللاجئين السوريين في تركيا يقترب من 4 ملايين نسمة، حيث كانت تركيا الوجهة الأبرز للفارين من الحرب الدائرة في سوريا منذ 2011. وأعرب المحلل السياسي التركي جيواد غوك في تصريحات لـ«الاتحاد» عن تفاؤله بأن اللقاءات سوف تكون بناءة لعدم وجود أي مانع من تأسيس العلاقات بين دمشق وأنقرة، وأن حلحلة الوضع الحالي تعتمد على نتائج اللقاء المقرر عقده بين وزيري خارجية البلدين.