شعبان بلال (دمشق، القاهرة)
أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن مخاوف المجتمع الدولي قائمة من تجدد نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، خاصة في ظل وجود خلايا نائمة تنفذ عمليات إرهابية بين الحين والآخر مستغلة حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني فيهما.
وكثف التنظيم الإرهابي نشاطه مجدداً في سوريا بتنفيذ أكثر من هجوم خلال الأيام الماضية، قابلتها عمليات مضادة من قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والتحالف الدولي، والتي أعلنت قبل أيام عن اعتقال أكثر من 100 عنصر في عملية استمرت 8 أيام واستهدفت التنظيم.
وتوقع الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم الوزان احتمال زيادة وتيرة عمليات «داعش» في سوريا والعراق بسبب عوامل عدة، أهمها الفوضى الأمنية، وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
أكد الوزان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الوضع يتطلب تعاوناً دولياً حقيقياً واقتصاداً متيناً، ووعياً بتأثير انتشار التنظيم الإرهابي على استقرار المنطقة.
بدوره، أوضح المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية السورية منذر الخدام في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنظيم «داعش» الإرهابي تلقى هزيمة كبيرة في سوريا والعراق وما بقي منه مجرد فلول لا تشكل خطراً جدياً، لكن ثمة من يستثمر في هذه الفلول كذريعة للبقاء في المنطقة. وقُتل قبل أيام 12 شخصاً من عمال حقل نفطي تحت سيطرة الحكومة السورية شرق البلاد، جراء هجوم مباغت نُسب لتنظيم «داعش».
وكشف المحلل السياسي السوري إبراهيم عن أن عودة «داعش» تتعلق بأسباب استراتيجية ولها علاقة بالدول الممولة لها، لخلق قلاقل وإشكاليات، معتبراً أن ظهور «داعش» بات واضحاً في هذا التوقيت وتمدد لمناطق حساسة.
وأضاف كابان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك أطرافاً دولية لها علاقة مباشرة بدعم «داعش» لخدمة مصالحها في سوريا، وأن قوات سوريا الديقراطية «قسد» كثفت من عملياتها لملاحقة فلول التنظيم.
وحسب كابان، فإن «داعش» انتهى ميدانياً، لكن هناك مجموعات وخلايا نمت وتكاثرت في مناطق، مثل الرقة ودير الزور خلال الفترة الماضية، وتوقع أن تظهر بشكل أكثر قوة بعد أن طورت أساليبها وعلاقاتها الاستخباراتية.
ومنذ مطلع العام الجاري، كثفت القوات العراقية عمليات التمشيط والمداهمة لملاحقة فلول «داعش» الذي تلقى الهزيمة في 2017 بخسارته ثلث مساحة البلاد كان قد اجتاحها صيف عام 2014.
ولا يزال «داعش» ينشط في بعض المحافظات الشمالية والشرقية، في وقت تكافح فيه حكومة بغداد لاحتواء هجمات التنظيم عبر شن عمليات أمنية وعسكرية شمال وغرب وشرق البلاد.