نيويورك (الاتحاد)
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، بشدة، اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية، معتبرة أن مثل هذه التصرفات الاستفزازية تدل على عدم الالتزام بالوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس، فضلاً عن كونها تزعزع استقرار الوضع الهش في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتمثل تطوراً خطيراً يُبعد المنطقة عن طريق السلام الذي نَصبو إليه جميعاً.
وأكدت الإمارات، أمس، في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة حول القضية الفلسطينية، أن هذه التصرفات تؤدي إلى تعميق الاتجاهات السلبية للصراع، وتهدد بتصاعد الاحتقان والمواجهة التي نشهدها في الوقت الحالي، وتغذي التطرف والكراهية في المنطقة.
وشدد البيان في هذا الصدد على «إدانة الإمارات الاعتداء على المقبرة المسيحية في جبل صهيون، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حُرمَة المقابر وتخريب هذا المَعلَم التاريخي والديني المهم»، مشيراً إلى أن هذه الأفعال الشنيعة تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات على المقدسات الدينية، والتي إن مرّت دون رادع ستشجع على المزيد من الانتهاكات. وأكد السفير محمد أبو شهاب موقف الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف أي انتهاكات من شأنها المَساس بمشاعر الملايين في مختلف أنحاء العالم، نظراً لما يحظى به المسجد الأقصى من مكانة مقدسة.
كما شدد البيان على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى وصلاحياتها في تنظيم شؤون الحرم كافة، وإجراءات الدخول إليه.
وقال البيان: «تؤكد مجريات العام الماضي والتاريخ الطويل لهذا الصراع بأن الإجراءات أُحادية الجانب لها ثمن باهظ، مؤكداً أنها تعد سبباً رئيسياً في ارتفاع مستويات العنف وعدم الاستقرار، علاوةً على أنها تُبعِدنا عن إيجاد تسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مبنية على حل الدولتين وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة».
وأضاف: «يتعين علينا في مجلس الأمن اتخاذ موقف موحد ضد أي خطوات قد تساهم في تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وضد أي محاولات تصعيد مثل تلك التي شهدناها يوم الثلاثاء في المسجد الأقصى»، منوهاً بالمسؤوليات التي تتحملها الأطراف بالدرجة الأولى لوقف الإجراءات كافة التي قد تساهم في تأجيج مشاعر الكراهية والإقصاء.
وفي ختام البيان، شددت الإمارات على أهمية إعادة تفعيل الجهود الإقليمية والدولية للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، لكي نضمن تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعتراف متبادل.
وكانت الإمارات شاركت باجتماع لمجموعة «الترويكا العربية» مع الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي السفير الياباني كيميهيرو إيشيكاني، بشأن اقتحام وزير إسرائيلي للمسجد الأقصى. وطالبت الدول العربية والإسلامية مجلس الأمن بإدانة صريحة للزيارة التي قام بها الوزير الإسرائيلي إلى باحة المسجد، والتي أثارت ردود فعل واسعة.