أسماء الحسيني (الخرطوم)
جدد رئيس مجلس السيادة في السودان وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تعهده بخروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي في السودان بصورة نهائية والعمل على حماية الانتقال الديمقراطي.
وقال البرهان في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 67 لاستقلال السودان التي حلت أمس الأحد: «نؤكد التزامنا الذي أعلناه في 4 يوليو 2022 بخروج المؤسسة العسكرية نهائياً من العملية السياسية، مع التزامنا بحماية الفترة الانتقالية استجابة للمطالب الثورية وضرورات الانتقال».
وشدد البرهان على ضرورة تكوين الحكومة الانتقالية المقبلة من الكفاءات الوطنية المستقلة، على أن تكون برامجها الأساسية إيجاد حلول عاجلة للمشاكل الاقتصادية والعمل على استكمال بناء السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار وتهيئة البلاد للانتخابات، مع تأكيد اللحمة الوطنية.
ووقع قادة المكون العسكري وقوى مدنية في السودان في الخامس من ديسمبر الماضي اتفاقاً سياسياً إطارياً يؤسس لسلطة مدنية انتقالية مدتها عامان، وينص على إبعاد المؤسسة العسكرية من العمل السياسي وإعادة تشكيل مؤسسات الحكم المدني، ولكنه أرجأ مناقشة نحو 5 قضايا رئيسية، من بينها إصلاح المؤسسة العسكرية لمزيد من التشاور.
واقتصرت احتفالات السودانيين بالعام الجديد وذكرى الاستقلال في منازلهم ووسط أسرهم وأصدقائهم المقربين، بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وسط تمنيات بأن تنجلي المعاناة والأزمات في بلدهم إلى غير رجعة، وأن يكون العام الجديد هو عام التوافق والسلام والاستقرار في كل ربوع السودان. وعبر سودانيون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عن أملهم أن يكون العام الجديد عاماً لإنهاء الخلافات وتوحيد الصفوف.
وقال محمد المعتصم القيادي بالحزب الاتحادي في تصريح لـ«الاتحاد»: «نحن أمام أن يكون السودان أو لا يكون، مما يستوجب علينا جميعاً وحدة الصف الوطني بكل مكوناته ومن دون إقصاء لأحد، ولتكن الوحدة الوطنية هي شعار الاحتفال باستقلال هذا العام، فما عاد هناك وقت للخلافات التي قد تطيح بأحلام الشعب السوداني».
كما عبر القيادي في حزب «الأمة القومي» صلاح جلال، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أمله أن يكون العام الجديد حاسماً للقضايا العالقة عبر التوافق والتوجه نحو إعادة إعمار السودان، وتحقيق مصالح شعبه.
كما قالت الصحفية السودانية حنان بلة لـ«الاتحاد»، إن الاحتفال بأعياد الاستقلال هذا العام يجب أن تكون فرصة لجرد الحساب، وتوحيد الصف، والعمل من أجل معالجة أسباب القصور.
وهنأت بعثة الأمم المتحدة الشعب السوداني بمناسبة الذكرى الـ67 للاستقلال، التي قالت إنها «تأتي في وقت يشهد فيه السودان عملية سياسية معقدة للغاية، لكنها مفعمة في الوقت ذاته بأمل بناء مستقبل أفضل ورغبة في تجاوز مرارة الماضي». وأضافت البعثة في بيان «لقد أظهر السودانيون على مر تاريخهم المعاصر إرادة مذهلة في الالتزام بأحلامهم وتطلعاتهم حتى عند مواجهة الكثير من التحديات».