أحمد عاطف (بيروت، القاهرة)
أفادت مديرية الأمن اللبناني الداخلي، بإصابة 3 مدنيين، جراء عمليات إطلاق النار العشوائية التي حصلت في بيروت وطرابلس، كما أُصيبت طائرتان، خلال وجودهما في مطار رفيق الحريري الدولي. وأشارت وسائل الإعلام اللبنانية، إلى أن الطائرتين اللتين تضررتا من طراز «إيرباص321 نيو»، وهما تابعتان لشركة طيران «الشرق الأوسط».
وأضافت المديرية، أنه تم تحديد هوية 116 شخصاً يشتبه بمشاركتهم في عمليات إطلاق النار العشوائية، والعمل جارٍ على توقيفهم بالتنسيق مع السلطات القضائية.
وأكدت، أن ليلة رأس السنة مضت بسلام، دون وقوع أي حوادث، أو قتلى على الطرق اللبنانية.
ودعت اللبنانيين، للمساهمة في الحد من ظاهرة إطلاق النار من خلال توثيق هذه العمليات، وإرسالها للجهات المختصة، كونها تشكل تهديداً خطيراً لأمن المجتمع اللبناني.
وشدد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، في وقت سابق، على ضرورة وضع حد لظاهرة إطلاق النار في محيط مطار بيروت الدولي.
وتكشف ظاهرة انتشار السلاح العشوائي في لبنان حالة الانفلات الأمني والتي طفت على السطح مؤخراً بعد حادثتي مقتل سائق على أسبقية المرور في منطقة «الزاهرية» بطرابلس، ومقتل جندي إيرلندي من بعثة حفظ السلام «اليونيفيل» في جنوب لبنان.
وأوضح نائب رئيس مجلس وزراء اللبناني السابق غسان حصباني أن حدث جنوب البلاد من مقتل جندي إيرلندي من قوات «اليونيفيل»، أثبت مجدداً أن هناك مناطق خارجة عن سلطة الحكومة، فلا الجيش يمكنه الدخول إليها ولا دوريات الأمم المتحدة، مشدداً على أن القرارات الدولية غير مطبقة بالكامل من جهة بسط سلطة الحكومة على كامل أراضيها وضبط الحدود.
وأضاف حصباني في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحقيقات الدولية ستكشف المزيد من المعلومات حول الحادث، وفي جميع الأحوال، فهذا لا يلغي واقع السلاح غير الشرعي الذي قد يستخدم في أي وقت، لأغراض خارج النطاق الذي يتذرع حاملوه بوجوده.
ويشهد لبنان عدداً من الإشكالات المسلحة واستسهال العديد استخدام السلاح في الخلافات العائلية وحتى المعيشية، توازى ذلك مع ارتفاع عدد عمليات السرقة التي تطال أشخاصاً ومحالاً تجارية، مثل تعرض محل مجوهرات لعملية سطو مسلح في وضح النهار.
وقال المحلل السياسي محمد الرز، إن شمال لبنان من المناطق المحرومة تاريخياً ولم ينل حقه من التنمية ولا المشاركة الفعلية في مؤسسات الدولة، رغم أن مدينة طرابلس هي العاصمة الثانية للبنان ويشغل عدد قليل من أبنائها مرتبة كبار الأغنياء، ورغم أن محافظة عكار الأكثر فقراً وحرماناً تعتبر الخزان الأكبر الذي يمد الجيش اللبناني بالعناصر والرتب والضباط.
وأضاف الرز في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه خلال السنوات العشر الماضية شهدت مناطق الشمال اللبناني أنشاء جمعيات تتولى التدريب العسكري وغرس مفاهيم التطرف والعصبية في نفوس الشباب المنتسب إليها، إلا أن هذه الظاهرة تقلصت ولم تعمر بسبب طبيعة أهل الشمال وهويتهم الوطنية العربية.
وأشار إلى أن هذا الإرث الحضاري حال دون تحول شمال لبنان إلى بؤرة تطرف وإرهاب، رغم أن المحاولات لا تزال مستمرة في ظل فائض السلاح عند ميليشيات «حزب الله».