عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
كشف خبراء عن أن الأزمة الاقتصادية الراهنة في أوروبا والهجرة ومعاناة سكان القارة من أزمات معيشة، أدت لصعود جديد لتيار اليمين، حيث يستغل الوضع لتوجيه نظر السكان لقضاياه ويحذر من الهجرة غير الشرعية والقادمين من الخارج، ما قرب الأوروبيين أكثر لصناديق الانتخابات والفوز بمقاعد نيابية ورئاسية أكثر.
وقالت المحللة السياسية وعضو المجلس المحلي بمدينة فرساي الفرنسية جيهان جادو: إن صعود اليمين المتشدد في أوروبا أصبح حقيقة ويتزايد شيئاً فشيئاً في الآونة الأخيرة بدليل فوز رئيسة وزراء إيطاليا بالانتخابات، معتبرةً أن الوضع يزداد تعقيداً.
وأضافت المسؤولة المحلية في فرنسا في تصريح لـ«الاتحاد» أن السبب خلف صعود التيارات اليمنية هو فقد الثقة في الأحزاب الأخرى، مشيرةً إلى أن قطاعاً كبيراً من الشعب الفرنسي يميل إلى أن تكون بلادهم لهم فقط، ويرجعون الأزمات السياسية والاقتصادية في الفترة الأخيرة بسبب فتح الأبواب على مصاريعها للاجئين والأجانب، مما يعمل من وجهة نظرهم أيضاً على زيادة الأعباء والتكاليف المالية على الدولة الفرنسية لما تقدمه من معونات مالية كبيرة للأجانب، وازدياد الوضع سوءاً بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية والتي استقبلت فيها فرنسا أعداداً كبيرة جداً من الأوكرانيين مما زاد العبء على الحكومة.
وأشارت جادو إلى أن جزءاً كبيراً من الفرنسيين يعتقدون أن بلادهم ليست لهم، وأن خيراتها تذهب للأجانب الذين تستقبلهم كل عام، لكن الحقيقة أن الغالبية الكبرى من الفرنسيين يؤمنون بفكرة التعايش مع كل الأجناس والطوائف، ويتعاملون من الجانب الإنساني مع الظروف التي يمر بها اللاجئ أو أي أجنبي يعيش على أرض فرنسا، حتى إذا كان اليمين المتشدد يميل إلى نظرية الانطواء والانغلاق.
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الأوروبية عبدالغني العيادي البوشيخي: إن الأزمة الاقتصادية لعبت دوراً كبيراً في تغلغل اليمين الشعبوي وانتصاراته الانتخابية المتتالية، وزادت من حدتها جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه لا أحد يشك في أن الإنسان الأوروبي، والفرنسيون قد ألفوا الرفاهية واليسر في العيش، لذلك كان من السهل اقتناعهم بأن الهجرة سبب رئيس في أزماتهم.
