هدى جاسم (بغداد)
اعتاد فارس (55 عاماً) أن يطرق باب جاره (أبو ماري) في مثل هذه الأيام من كل عام ليقدم التهاني بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، لكنه ومنذ 8 أعوام يرسل فارس تهانيه لرفيق الدراسة وجاره الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عبر الهاتف.
حكاية أبو ماري تشبه الكثير من الحكايات التي رافقت هجرة العائلات المسيحية من العراق خصوصاً بعد عام 2003 واجتياح «داعش» قرى ومدناً عدة عام 2014.
ويعتبر المسيحيون مكوناً أساسياً من مكونات الشعب العراقي، ويصل عددهم إلى نحو المليونين، لكن أعدادهم تناقصت مؤخراً إلى الثلث، حسب ما أفاد به رجال دين مسيحيون.
وقدم الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، أمس، التهاني بمناسبة أعياد الميلاد.
وقال رشيد، في تغريدة عبر «تويتر»: «في ليلة الميلادِ المجيد، ميلاد السيد المسيح رسولِ المحبةِ والسلام، نتقدم بأحر التهاني لجميعِ الإخوة المسيحيين في العالم، وبالأخص للمسيحيات والمسيحيين العراقيين حيثما كانوا، متمنين لهم ولعائلاتِهم عيداً سعيداً مكللاً بالمسرةِ والحب والسلام». واستذكر رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في أربيل المطران بشار وردة قبل فترة، عبارات البابا فرنسيس خلال زيارته إلى العراق عام 2021 بتأكيده على التسامح، باعتباره القوة الحقيقية.
وقال المطران وردة مقتبساً من كلام البابا فرنسيس في حديث سابق: إن «الألم والحرب جعلانا نتغير، لم نعد نعول على الدبلوماسية الفارغة والنفاق والكلام المزدوج والأجندات المخبأة والتصرفات الجيدة التي تخفي الحقيقة، الذين كانوا يمثلون العدو الشرس عليهم أن يتكلموا بشكل صريح وحقيقة واضحة».
وتابع وردة أن «مثل هكذا نقاش قد يكون صعباً، ولكن بالنهاية إنه ضروري إذا أردنا أن نعيش كإخوة وأخوات بكرامة متبادلة، في عالم أصبح أكثر عدوانية إزاء القيم المعنوية والروحية التي نحملها».
وخلت كنائس عقب اجتياح «داعش» الإرهابي لمناطق إقامتهم الرئيسة في سهل نينوى عام 2014، ونزحت معظم العائلات إلى مناطق أكثر أمناً، خاصة في إقليم كردستان في حين اختار عدد كبير من العائلات الهجرة إلى بلدان غربية.