أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
دعا وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة اليمنية بـ«منظور جديد» وعدم النظر إلى ما يجري بـ«منظور إنساني» فحسب.
وقال ابن مبارك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة أمس: «النظر إلى ما يجري في اليمن من منظور إنساني فقط لن يحل المشكلة، ندعو المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة من منظور جديد».
وأشار الوزير اليمني إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية لم تكن أبداً مستعدة لمفاوضات سلام بل وعرقلتها. ولفت إلى أنه ناقش مع نظيره التركي هجمات ميليشيات الحوثي الإرهابية منذ 17 أكتوبر وجهود إعادة السلام إلى اليمن.
وأضاف أن بلاده تدعو دائماً لإدراج الحوثيين على قوائم المنظمات الإرهابية وتطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر صرامة في هذا الاتجاه على الصعيد الدولي.
ولم تقف جرائم ميليشيات الحوثي عند الحصار وقطع الطرق ونهب الموارد والمساعدات، بل امتدت لتغتال الطفولة، في انتهاك خطير لحقوق الإنسان والقانون الدولي، حيث تقوم الميليشيات بخطفهم وتجنيدهم وتسببت في مقتل الآلاف عبر تجنيدهم والزج بهم في المعارك.
وكشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» عن أن الحرب في اليمن أدت إلى سقوط أكثر من 11 ألف طفل بين قتيل وجريح، بمعدل 4 أطفال يومياً.
وأوضح المحامي والناشط الحقوقي اليمني فهمي الزبيري أن الطفولة تتعرض لأشكال مختلفة من الانتهاكات والجرائم منذ سيطرة ميليشيات الحوثي على صنعاء، بالقتل والتشويه والقنص والألغام والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وأضاف الزبيري لـ«الاتحاد» أن الأطفال يتعرضون لكوارث بسبب الحرب التي أشعلها «الحوثي» ونتج عنها اتساع رقعة الفقر وتعطيل مؤسسات الدولة ونهب أصول البنك المركزي، والاستيلاء على المؤسسات المالية والإيرادية وهروب الاستثمارات من اليمن، وتزايد التشرد والنزوح والتهجير القسري، وتفاقم المأساة الإنسانية، والمتضرر الأكبر منها الأطفال كونهم الفئة الأشد ضعفاً.
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الحرب في اليمن أسفرت عن مقتل وجرح 11 ألف طفل على الأقل، وفق ما أعلنته «اليونيسف»، مؤكداً أن الأرقام الحقيقية تفوق هذه الإحصائيات، وأن هذا الرقم يشمل فقط الأطفال الضحايا الذين تمكنت المنظمة من معرفة مصيرهم.
وأكد الزبيري أن دور المنظمات الدولية والأممية منذ 8 سنوات ضئيل في حماية الطفولة وتوفير احتياجاتهم، وإعداد برامج ومشروعات لأطفال اليمن، وتقديم الدعم النفسي والقانوني والرعاية الصحية والتعليمية لهم، وتوفير المساحات الآمنة للطفولة.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر: إن جرائم ميليشيات الحوثي ضد أطفال اليمن، تتنوع بين القتل والخطف والتعذيب. وأشار الطاهر لـ«الاتحاد» إلى أن الميليشيات الانقلابية جندت أكثر من 35 ألف طفل منذ العام 2014، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل على الجبهات، وفقًا لتقارير رسمية وميدانية.