أحمد مراد (عدن، القاهرة)
قتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخر بينهم أطفال، أمس، إثر تعرضهم لانفجار لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي الإرهابية في مديرية «حيس» جنوب الحديدة.
ووفق مصادر محلية، فإن اللغم انفجر بمدنيين في قرية «المقانع» الواقعة شرق حيس، أثناء تفقدهم لأراضيهم في القرية التي حُررت مؤخرًا.
وذكرت المصادر أن الأهالي أسعفوا الضحايا إلى نقطة طبية تابعة للقوات المشتركة، وصل ثلاثة منهم أشلاءً، فيما أُجريت لآخر الإسعافات الأولية.
وفي محافظة الضالع، أصيب طفلان نتيجة انفجار مقذوف حربي من مخلفات الميليشيات الإرهابية.
وقالت مصادر محلية إن مقذوفًا حربيًا من مخلفات الميليشيات انفجر في طفلين بقرية «الشغادر» بمنطقة «حجر»، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة.
يأتي ذلك بالتزامن مع مقتل طفل بانفجار لغم من مخلفات الميليشيات الحوثية في مديرية «رحبة»، جنوب محافظة مأرب.
ووجهت الميليشيات الحوثية سهام إرهابها نحو الأطفال وتلاميذ المدارس، بجرائم مستمرة يتعرضون لها يومياً من خطر الألغام في الطرق وداخل المدارس.
وأكد تقرير أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الألغام ومخلفات الذخائر غير المنفجرة تشكل أحد الأسباب الرئيسة لسقوط ضحايا بين المدنيين في مختلف أنحاء اليمن.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أحمد الربيزي، أن ميليشيات الحوثي تتعمد زرع الألغام في الأحياء السكنية، خاصة في المناطق المحيطة بالمدارس، ما تسبب في تسرب آلاف الطلاب من التعليم خشية تعرضهم للموت أو بتر الأطراف نتيجة انفجار الألغام.
وكان البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام بالاشتراك مع البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» قد نفذا مشروعاً مشتركاً لتطهير 13 مدرسة، استخرج منها ومن الطرق المحيطة بها كميات كبيرة من الألغام، وسبق أن نزع البرنامجان نحو 7700 لغم وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في مديريتي «بيحان» بشبوة و«حريب» بمأرب.
وبحسب تقرير لمنظمات المجتمع المدني تحت عنوان «الألغام كابوس يطارد اليمنيين»، بلغ عدد ضحايا ألغام الحوثي من الأطفال خلال الفترة بين العامين 2014 و2022 نحو 534 قتيلاً و854 جريحاً، بينما تشير تقديرات حقوقية أخرى إلى أن عدد الأطفال المتوفين والمصابين جراء الألغام قد يزيد على 2300 طفل.
وأكد الربيزي لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي منذ أن سيطرت على بعض المناطق عام 2014 عملت على تفجير وتفخيخ عشرات المدارس في إطار مخطط ممنهج لتخريب المنظومة التعليمية عبر العديد من الحيل والأساليب، وتسببت ألغام في إغلاق عدة مدارس في المناطق الواقعة بين «القبيطة» وتعز.
وأكد المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل أن زراعة الألغام ثقافة رائجة لدى الميليشيات الانقلابية، ولا تسلم منها أي منشأة في اليمن، وفي هذا السياق يأتي استهدافها للمدارس، إما بالسيطرة عليها، أو حرف مهمتها التعليمية إلى وظائف أخرى، أو تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، أو تدميرها قصفاً وتفجيراً، ووصل الأمر إلى تفخيخ الفصول الدراسية.
وفي مايو الماضي، اُستخرج برميل كبير من المتفجرات من مدرسة في منطقة حيران بمحافظة حجة، وبحسب مسؤولين في مكتب التربية، فإن نسبة دمار المدارس في «ميدي وحيران» بلغت 70%، ولم تتمكن بقية المدارس من تغطية حاجة الطلاب، وسبق أن اُعتبرت «ميدي» أول مديرية على مستوى اليمن تخلو فيها المدارس من الطلاب، بعد قيام الحوثي بتفجير 15 مدرسة فيها.
وأوضح إسماعيل لـ«الاتحاد» أن الانقلابيين يمارسون تدميراً ممنهجاً للمدارس في كل منطقة وصلوا اليها، أو استطاعت صواريخهم وأسلحتهم أن تطالها، ما نتج عنه أعداد كبيرة من المدارس المدمرة، والطلاب الذين حُرموا من التعليم.
وكانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية قد أكدت في أبريل الماضي أن التقديرات تشير إلى أن ميليشيات الحوثي زرعت مليونين و300 ألف لغم، وأن نحو مليون و800 ألف لغم لا تزال في مختلف المناطق، في حين تم نزع أكثر من 500 ألف لغم.