عواصم (الاتحاد، وكالات)
تصاعدت الدعوات الدولية للتهدئة وضبط النفس بعد غارات تركية استهدفت مواقع مسلحين أكراد في سوريا، رداً على هجوم إسطنبول الدامي الذي اتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي بالمسؤولية عنه.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده ستهاجم المسلحين الأكراد في شمال سوريا، بـ«دبابات وجنود في أقرب وقت ممكن»، بعد تصاعد الهجمات على طول الحدود السورية بين القوات التركية، وفصائل كردية مسلحة.
واتهمت أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية بقتل شخصين في هجمات بمدافع المورتر شنتها من شمال سوريا، أمس الأول، في أعقاب عمليات جوية قامت بها تركيا في مطلع الأسبوع، وهجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع.
وقال أردوغان في كلمة: «كنا نهاجم الإرهابيين منذ أيام قليلة بطائراتنا ومدافعنا وبنادقنا»، مضيفاً: «سنقتلعهم جميعاً في أسرع وقت ممكن باستخدام دباباتنا وجنودنا».
وأضاف: «ردنا على الهجوم الجبان الذي أودى بحياة 6 أبرياء في إسطنبول جاء بتدمير أهداف إرهابية في شمال العراق وسوريا».
وتابع: «نعرف هوية وموقع الإرهابيين وسجلاتهم، ونعرف جيداً من يرعى ويسلح ويشجع الإرهابيين»، مشيراً إلى أن «نهاية الطريق حانت لمن يظن أن بإمكانه تشتيت انتباه تركيا بألعاب الحروف، وتغيير اسم المنظمة الإرهابية، وجعل جنودهم يشبهونهم».
ومضى قائلاً: «لا أحد يستطيع أن يمنعنا أو يعارضنا في رسم الخط الأمني إلى حيث يجب أن يكون في الأماكن التي تتواصل فيها الهجمات على حدودنا ومواطنينا».
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن عملية القصف الجوي التي تشنّها بلاده في شمال شرقي سوريا وشمال العراق هي «الأكبر والأشمل والأكثر فاعلية» ضد المسلحين هناك. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» الرسمية، أنه تم «تحييد 36 ألفاً و854 مسلحاً في تركيا وشمال العراق وسوريا منذ منتصف 2015»، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء 3585 مسلحاً تم القضاء عليهم منذ مطلع العام الجاري. ولفت إلى أن «بلاده تدعو جميع الدول إلى وقف دعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية».
وفي وقت سابق، أمس، قال الكرملين، إنه يحترم ما يسميه «المخاوف الأمنية المشروعة» لتركيا بشأن سوريا، لكنه شدد على أنه يتعين على جميع الأطراف تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف للصحافيين: «نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية، وذلك من أجل تجنّب تصعيد التوترات».
وقال متحدث باسم «الخارجية» الأميركية، أمس الأول، إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفاً أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير، مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم «داعش». وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أعربت عن «قلق بلادها» إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت - الأحد، ضدّ مواقع كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة «ضبط النفس».
بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الردّ بـ«طريقة متكافئة» على الهجمات التي تستهدفها.