أسماء الحسيني (الخرطوم)
أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن الزعيم السوداني محمد عثمان الميرغني، قرر العودة إلى السودان بعد غد الاثنين، بعد تسع سنوات قضاها في الخارج.
وقال حاتم السر، مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لـ«الاتحاد»: «إن الزعيم الميرغني غادر السودان في 2013 بسبب غضبه من سوء الأوضاع الاقتصادية وتدهور الأحوال المعيشية للمواطنين وزيادة حالات القمع والانتهاكات»، مضيفاً أن الحكومة في ذلك الوقت لم تستمع لمناصحة الميرغني وتجاهلت الرؤية الاقتصادية التي قدمها الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يرأسه.
وقال السر: «على إثر ذلك غادر الزعيم الميرغني معبراً عن عدم رضاه عما يحدث في البلاد، وأخذ وضعية المعارضة الصامتة، وأوضح أنه اختار الإقامة خارج السودان وجعل من دول عدة محطات لإقامته طيلة تلك الفترة».
وأكد السر أن عودة الزعيم الميرغني للسودان في هذا التوقيت، وفي هذا الظرف المعقد، لها دلالات ومعان أوجزها في أنها أسدلت الستار على فترة غياب عن الوطن لأكبر زعيم وطني سوداني يعتبر آخر الرموز التاريخية.
وأضاف أن عودته للبلاد، ستحدث فرقاً على الساحة السياسية، وسوف تؤدي إلى تغيير التوازن السياسي في الساحة السودانية.
وقال السر إن السودان سوف يستفيد بلا شك من عودة الزعيم الميرغني لأنه صاحب رؤية واضحة وخبرة طويلة، حققت وحدة أهل السودان بالفعل من قبل، وتؤهله لأن يكون مفتاحاً لنجاح العملية السياسية لصالح الوطن والمواطن.
وأوضح السر أن الزعيم الميرغني يعود وهو ينشد مخرجاً وحلولاً للسودان من أزماته الداخلية والخارجية، بعد أن وصلت حداً بات يهدد وجود السودان ووحدته الوطنية واستقلاله. ويرى السر أن الميرغني سيعمل على رأب الصدع وجمع الصف والإسهام في إنجاح الفترة الانتقالية، وتحريك العملية السياسية المفضية لتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وشدد مستشار الميرغني على أن عودته لم تأت في إطار التنافس مع أي جهة وطنية أو التصادم، وإنما الهدف منها مواصلة مشواره الوطني، واستكمال ما بدأه لتحقيق الخير للبلاد.
وقال إن رؤية الميرغني تقوم على أساس ضمان إشراك أهل السودان في مناقشة القضايا المطروحة، مهما تباينت الآراء أو تباعدت المواقف، فهو صاحب المقولة إن الوطن مملوك بالشيوع لأبنائه كافة.
من جانبه، قال عمر الحاج، نائب قطاع المهجر بالحزب الاتحادي لـ«الاتحاد» إن عودة الميرغني تأتي في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد، ما يعطي ويضاعف من أهميتها، وذلك للدور السياسي الكبير الذي ينتظره على الصعيد الحزبي والوطني في توحيد الصف لإيجاد مخرج آمن، والعبور بالبلاد إلى بر الأمان من خلال توافق وطني عريض.