هدى جاسم (بغداد)
أكدت مصادر سياسية رفيعة أن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، سيصدر أمراً جديداً بإقالة أكثر من 50 مسؤولاً في وزارات وأجهزة أمنية، بعدما أقال عدداً من المسؤولين ورؤساء أجهزة أمنية مهمة من مناصبهم الأسبوع المنصرم. وقالت المصادر لـ«الاتحاد»، إن «الإقالات سترافقها أوامر إلقاء القبض بتهم الفساد واستغلال المنصب»، وأشارت إلى أن «شبكة تهريب النفط التي أعلن عن تفكيكها وإلقاء القبض على بعض أفرادها واحدة من الشبكات التي تم تحديد مساراتها في أجهزة الدولة وأن العمل سار على قدم وساق من أجل الإعلان عن تفاصيل إلقاء القبض على المشتركين في تلك الشبكات، ومن بينهم مسؤولون وضباط كبار». وبينت المصادر، أن السوداني شكل لجاناً برئاسته تدعم عمل هيئة النزاهة والهيئات القضائية للوصول إلى رؤوس عصابات الفساد التي لا يزال بعضها يعمل داخل وخارج العراق.
وأفاد مصدر أمني بأن قوة خاصة من جهاز الأمن الوطني ألقت القبض على ضابط برتبة عقيد في وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وذلك بالقرب من سوق الميثاق ضمن منطقة البنوك شرقي العاصمة بغداد، بتهمة الانخراط ضمن شبكة تهريب النفط. وكان جهاز الأمن الوطني قد أعلن، الأربعاء، تفكيك شبكة كبيرة لسرقة وتهريب النفط الخام في محافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، وأشار إلى أن من بين أفراد الشبكة ضباطاً وتجاراً كباراً، وأن الكميات المهربة تقدر بـ75 مليون لتر شهرياً.
وكشف النائب البرلماني، رفيق الصالحي، عن عزم السوداني على تشكيل لجنة لتقييم كل الدرجات الخاصة. وقال الصالحي إن «قضية تجديد ودفع شخصيات شابة ومهنية أصبحت أمراً ضرورياً للمؤسسات المدنية والأمنية»، مبيناً أن «رئيس الوزراء الحالي لديه رغبة في ضخ دماء جديدة لتلك المؤسسات». يأتي هذا بالتزامن مع اعتقال قوة خاصة من جهاز المخابرات أمس مدير شؤون العمليات اللواء ضياء الموسوي، وفق مذكرة قبض قضائية لتورطه بقضايا فساد مالي.