تؤدي استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، اليوم الخميس، إلى إجراء تصويت داخلي في حزب المحافظين بحلول نهاية الأسبوع المقبل. يمكن لثلاثة نواب محافظين كحد أقصى خوض سباق رئاسة حزب المحافظين لاختيار خلف لليز تراس، قبل أن يتخذ النواب وربما أعضاء الحزب قرارهم، بموجب القواعد التي قدمها حزب المحافظين اليوم الخميس. وصرح مسؤول الأغلبية غراهام برادي للصحافة أن "المرشحين سيحتاجون إلى دعم ما لا يقل عن 100 عضو (من 357 نائبا محافظا)". يتعين جمع الأصوات الداعمة بحلول الاثنين الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ). بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب، البالغ عددهم 170 ألفا، اتخاذ قرار بشأنهما عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 أكتوبر، أو على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء. هذه العملية أكثر انتقائية بكثير من تلك التي أعقبت استقالة بوريس جونسون في يوليو، فقد تمكن حينها ثمانية مرشحين من تقديم أنفسهم إلى النواب الذين رفضوا ستة منهم، ومُنح أعضاء الحزب ستة أسابيع للتصويت والاختيار بين الاثنين المتأهلين للاقتراع النهائي. وأوضح برادي "لقد شدّدنا المعايير ولكن يمكن أن يحققها أي مرشح جاد". في ما يلي المرشّحون المحتملون لخلافتها:
- ريشي سوناك قد يكون وزير المال السابق المرشّح المفضّل لدى نواب حزب المحافظين، بعدما خسر أمام ليز تراس في المرحلة النهائية من عملية اختيار زعيم الحزب هذا الصيف. يُنظر إلى المصرفي السابق، البالغ 42 عاماً، على أنه يجسّد الشخصية المطمئنة في إطار عقيدة الميزانية التقليدية. خلال الحملة، جادل مراراً وتكراراً بأنّ التخفيضات الضريبية غير المموّلة تخاطر بدفع التضخّم إلى مستوى غير مسبوق منذ عقود وتقويض ثقة السوق.
- جيريمي هانت يبدو وزير المال الجديد، الذي تسلّم منصبه الجمعة الماضي، كأنه من يتولّى زمام السلطة منذ ذلك الحين، في الوقت الذي أصبحت فيه ليز تراس تتعرض لانتقادات. كان هو الذي أعلن الاثنين التحوّل الأساسي في المشهد عبر عكس جميع الإجراءات الضريبية لحكومة تراس تقريباً، ممّا تسبّب في حالة من الذعر في الأسواق.وزير الخارجية الأسبق، الذي يبلغ 55 عاماً، يعدّ من الشخصيات ذات الخبرة. وأكد أخيراً لشبكة "بي بي سي" أنه لا يرغب في خوض سباق جديد على السلطة، بعد إخفاقين واجههما في هذا المجال في العام 2019 ثمّ هذا الصيف.
- بيني موردنت هي أيضاً كانت مرشّحة ضدّ ليز تراس لخلافة بوريس جونسون هذا الصيف. الوزيرة المسؤولة حالياً عن العلاقات مع البرلمان كانت محبوبة من ناشطي حزب المحافظين في بداية الحملة.تُعرف وزيرة الدفاع السابقة، البالغة 49 عاماً، بكاريزميّتها. ظهرت الاثنين أمام البرلمان حيث مثّلت تراس في مواجهة المعارضة ودافعت بثقة عن التغيير في الاتجاه الاقتصادي، مؤكدة أنّ رئيسة الوزراء "لا تختبئ تحت مكتب". في الفترة الأخيرة، خرجت إلى الواجهة فرضية أن تنحصر المنافسة بين سوناك وموردونت في النهاية.
- سويلا برافرمان وهي وزيرة الداخلية السابقة التي استقالت من حكومة تراس يوم أمس الأربعاء. وقالت برافرمان (42 عاما) إنها استقالت لاستخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي لإرسال مستندات رسمية، ما يخالف مدونة السلوك الحكومية. كما أعربت عن "مخاوف جدية" حيال سياسة الحكومة التي تتخلى بحسب رأيها عن وعودها لا سيما في ملف الهجرة.
- بوريس جونسون يدور السيناريو التالي في الصحافة المحافِظة منذ الصيف: مثل "طائر الفينيق"، سيعود رئيس الحكومة السابق "بو جو" ويفرض نفسه كملاذٍ واضح.بطل "بريكست"، الذي حقّق انتصاراً انتخابياً قوياً في نهاية العام 2019، منح المحافظين غالبية غير مسبوقة منذ مارغريت تاتشر في الثمانينيات، ولكنه يواجه الآن الكثير من العراقيل. ويتمثّل أحد هذه العراقيل في أنّ رحيله الذي أُجبر عليه لم يحدث منذ فترة بعيدة. يبقى من المنتظر معرفة ما إذا كان جونسون، البالغ 58 عاماً، سيكون مستعداً لاستعادة قيادة الحزب قبل عامين من الانتخابات التشريعية، في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات الرأي انتصاراً ساحقاً للمعارضة العمّالية.
- بن والاس ظهر من بين المفضّلين في الحملة الأخيرة للوصول إلى رئاسة حزب المحافظين. كما أنّ وزير الدفاع، الذي اختار عدم الترشّح من أجل تكريس وقته لأمن المملكة المتحدة، رأى اسمه يعود إلى الواجهة في الأيام الأخيرة ليكون شخصية محتملة تمثِّل وحدة الحزب. غير أنّ بن والاس، الذي يبلغ 52 عاماً، يبدو أنه استبعد هذا السيناريو عندما أكد الثلاثاء لصحيفة "ذي تايمز" أنه يريد البقاء في المجال الدفاعي.