أحمد عاطف (القاهرة)
وصف منشقون عن جماعة «الإخوان» الإرهابية وخبراء سياسيون، الصراع الجاري داخل جماعة «الإخوان»، بـ«النيران التي تأكل بعضها»، مشيرين إلى أن الانقسامات الكبيرة مزقت الجماعة لأكثر من 5 جبهات، تتنازع للحصول على زعامة التنظيم، و«كعكة التمويل».
وحسب خبراء تحدثوا لـ«الاتحاد» فإن «التنظيم الآن يتكون من المكتب العام في مصر، ومكتب إسطنبول، ومكتب لندن، والمكتب العام في مصر ينقسم إلى مجموعتين الأولى موالية لمحمود حسين والثانية للنظام القديم، وهم ممن تبقى لمكتب الشورى في مصر سابقاً، فيما يعيش شباب الجماعة في حالة من الترقب والابتعاد عن الدخول بالمعركة الطاحنة بين أجنحة الجماعة في انتظار الطرف الذي سيكسب المعركة».
وأكد المتابعون لمعركة مكتبي «لندن وإسطنبول» أن كل المحاولات لرأب الصدع والانشقاقات بين الجانبين قد فشلت تماماً، والتي حاولت جاهدة وقف الصراع بين الجانبين ودمجهما، لا سيما بعد الواقعة الأخيرة لتشكيل «مكتب لندن» لهيئة عليا تكون بديلة لمكتب «إرشاد الجماعة» بعد تصعيد آخر بتشكيل «مكتب لندن» لما أسموه بـ «مجلس شورى جديد» بغرض إعفاء أعضاء «شورى إسطنبول» بقيادة محمود حسين من مناصبهم.
وأوضح القيادي المنشق عن «الإخوان»، والباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي طارق أبو السعد، أن نهاية الجماعة لن يكتبها إلا من صنعها وحين ينتهي دورها الوظيفي، إذ لا زالت بعض الأطراف تستخدمها لأغراض سياسية وأجندة محددة، متسائلاً «كيف يعيش قادة الجماعة الآن ومن يمولهم؟».
وأشار أبو السعد خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن «هناك دلائل عدة على أن إحدى الدول الأجنبية هي من صنعت التنظيم، وأن تلك الدولة لن تسمح بموت الجماعة، وربما تحاول إحياء جزء منها ليستكمل المسيرة وتدعمه لتنفيذ الخطط المطلوبة».
وأوضح أبو السعد أن «حديث إبراهيم منير عن عدم ممارسة السياسة خلال الفترة المقبلة غير دقيق، وربما قيل في ظروف معينة للحصول على بعض المكاسب أو لينال نوعاً من القبول»، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية إذا تركت السياسة سيتوقف عنها الدعم المالي والتمويل.
يذكر أن كل جبهة من جبهات «الإخوان» مؤخراً قامت بإنشاء مؤسسات ومؤسسات بديلة داخل التنظيم، مع عدم اعتراف كل جبهة بشرعية الأخرى وما يصدر عنها من قرارات، ما كشف عن هشاشة التنظيم من جهة، وزيف شعارات توحده من جهة أخرى، والتي كان يرفعها أمام الجميع.
بدوره، كشف الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي منير أديب، أن ما يحدث داخل جماعة «الإخوان» ليست خلافات ولكنها انشقاقات بالمعنى الحرفي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من جماعة وأكثر من «مرشد»، وكذلك هناك منظمات داخلية مختلفة كـ «مجلس شورى» بين لندن وإسطنبول.
وأضاف منير في تصريحات لـ «الاتحاد» أن الحديث عن انهيار التنظيم، خاصة «الكماليون» (نسبة إلى القيادي الإخواني الذي لقي حتفه في مواجهة الأمن المصري محمد كمال مؤسس الخلايا النوعية المسلحة للجماعة)، ومجموعة إبراهيم منير، ومجموعة مصطفى طلبة، يؤكد أن الجماعة باتت متشرذمة وبوصلتها مفقودة. ووصف حديث إبراهيم منير حول البعد عن العمل السياسي بأنه «لا يكذب ولكنه كان يتجمل».
وأشار إلى أن رفض الحكومة المصرية الحوار مع «الإخوان» لإدراكها أنهم خطر على الأمن القومي، وأن ما جرى ليس مجرد ترجمة لموقف الشعب المصري تجاه من استخدم العنف ضده.