1 أكتوبر 2022 23:53
يسود غموض في بوركينا فاسو، مساء اليوم السبت، حول الجهة التي تقود البلاد بعد صدور بيان يؤكد وجود انقسام في الجيش وعدم اعتراف وحدات منه بعزل رئيس المجلس العسكري الحاكم المقدَّم بول هنري سانداوغو داميبا.
في أول تصريح لها منذ الجمعة، أقرت قيادة أركان الجيش في بيان مساء اليوم أن الأخير يشهد "أزمة داخلية" بعد أن "سيطرت بعض الوحدات على بعض محاور مدينة واغادوغو مطالبة بإلقاء المقدم داميبا بيان استقالة".
وأكد البيان أن هناك "محادثات جارية" مع تلك الوحدات.
ودعا رئيس أركان الجيش الفئات المتصارعة داخل القوات المسلحة إلى وقف القتال ومواصلة المحادثات.
ووصف بيان رئيس الأركان، الذي نقله مكتب الاتصالات في القوات المسلحة، الوضع بأنه "أزمة داخلية ضمن صفوف القوات المسلحة الوطنية".
واتهم الانقلابيون، مساء اليوم السبت غداة توليهم السلطة، فرنسا بمساعدة الرجل المخلوع بول هنري سانداوغو داميبا في إطار التحضير لهجوم مضاد.
وفي بيان قصير متلفز، قالوا إن داميبا "لجأ إلى القاعدة الفرنسية في كامبوينسين من أجل التخطيط لهجوم مضاد" هدفه "نشر الفوضى في صفوف قواتنا العسكرية والأمنية".
وردت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان جاء فيه أنها "تنفي رسميا أي تورط في الأحداث الجارية منذ أمس في بوركينا فاسو".
وأضافت باريس "لم تستضف القاعدة، التي توجد فيها قواتنا الفرنسية، ولا سفارتنا بول هنري سانداوغو داميبا".
لفرنسا حضور عسكري في بوركينا فاسو عبر قوة "سابر"، وهي وحدة من القوات الخاصة تدرب قوات بوركينا فاسو وتتمركز في "كامبوينسين" على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من العاصمة واغادوغو.
واستهدف متظاهرون بعد الظهر مؤسستين فرنسيتين وأضرموا حريقا أمام السفارة الفرنسية في واغادوغو، وآخر أمام المعهد الفرنسي في "بوبو ديولاسو"، بحسب شهود في المدينة الواقعة بغرب البلاد.
ولا يزال مصير ومكان وجود داميبا مجهولين.
وتظاهر قبل ساعات قليلة من الانقلاب الجمعة مئات في العاصمة للمطالبة برحيل داميبا.
عقب هدوء ليل الجمعة وصباح السبت، توتر الوضع مرة أخرى ظهرا في واغادوغو بعد إطلاق نار تلاه انتشار الجيش في الشوارع.
أغلقت المحاور الرئيسية للمدينة ولا سيما "حي أواغا 2000" الذي يضم مقر الرئاسة، وحلقت مروحيات على ارتفاع منخفض فوق وسط المدينة.
عقب يوم شهد إطلاق عيارات نارية في المنطقة التي تضم مقر الرئاسة في واغادوغو، أطل عسكريون عبر التلفزيون الوطني، مساء أمس الجمعة، ليعلنوا إقالة داميبا.
وأعلنوا إغلاق الحدود ووقف العمل بالدستور وحل الحكومة والمجلس التشريعي الانتقالي، كما فرضوا حظرا للتجول من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الخامسة فجرا (غرينتش ومحلي).
وبرر العسكريون خطوتهم بـ"التدهور المستمر للوضع الأمني".
وكان الزعيم الجديد للمجلس العسكري النقيب إبراهيم تراوري قائد فيلق فوج مدفعية في شمال البلاد المتضرر من الهجمات الإرهابية.
وقال المحلل السياسي إدريسا تراوري "هؤلاء هم الضباط الشباب أنفسهم الذين شاركوا في الانقلاب الأول في يناير. تخلى داعمو داميبا عنه. سيتم إعادة التركيز على القتال ضد الإرهابيين".
وصل داميبا إلى السلطة في 24 يناير الماضي عبر انقلاب أطاح بالرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري.
المصدر: آ ف ب