دينا محمود (عدن، لندن)
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن تجديد الهدنة الإنسانية التي ترعاها المنظمة، والمقرر انتهاؤها قريباً، ضرورة إنسانية وسياسية.
وأكد غروندبرغ أن الهدنة فرصة لا يمكن تضييعها، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي أحدثته على حياة اليمنيين.
كما أفاد بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، مساء أمس الأول، بأن غروندبرغ شدد على أن هناك فرصة للبناء على فوائد الهدنة وتوسيعها، لافتاً إلى أن السعي لتحقيق السلام على الحرب، يتطلب شجاعة وقيادة من جميع الأطراف.
وأضاف أن الفرصة لن تأتي مرة ثانية، ملمحاً إلى إمكانية العودة لحالة الحرب، مع استمرار تعنّت ميليشيات «الحوثي» الإرهابية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، في الثاني من أغسطس الماضي، أن الأطراف اليمنية وافقت على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين، وفقاً للشروط نفسها، حتى 2 أكتوبر 2022.
وأتى هذا التمديد بعد هدنة أممية سابقة بدأ سريانها في أبريل الماضي، على جميع جبهات القتال في اليمن لمدة شهرين، ونصت على إيقاف العمليات العسكرية الهجومية.
وتزامناً مع اقتراب انتهاء الهدنة الأممية، دعت عشرات المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة، مشيرة إلى أنه خلال الهدنة «شهدنا انخفاضاً بنسبة 60 في المئة في عدد الضحايا».
في الوقت الذي أكد فيه برنامج الأغذية العالمي، أمس، أن شهر أغسطس الماضي شهد أسوأ مستوى من التدهور في حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن منذ أربع سنوات.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة، قد لفتت إلى تباطؤ وتيرة عمليات النزوح التي يشهدها اليمن، منذ بدء تطبيق هذه الهدنة الأممية في أبريل.
وأشارت بيانات أعدتها المنظمة، إلى أن عدد الأُسر اليمنية النازحة لمرة واحدة على الأقل، خلال الربع الثاني من العام الجاري، تراجع بنسبة تقارب 59 في المئة، مُقارنة بمستواه في الربع الأول، إذ بلغ عدد تلك العائلات، في الفترة ما بين الأول من أبريل و30 يونيو الماضييْن، أكثر من ألفيْ أسرة، تضم ما يزيد على 12 ألفاً و300 شخص. أما الربع الأول من 2022، فقد شهد نزوح نحو 4950 أسرة، لم تحدد المنظمة الدولية عدد أفرادها بدقة.
وأفادت البيانات نفسها، بأن محافظة مأرب الاستراتيجية، والتي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة في الشهور السابقة لبدء سريان الهدنة، لا تزال تشكل المقصد الأول للنازحين في اليمن، وهو ما يُرسخ لتوجه ساد منذ اندلاع الصراع في هذا البلد، جراء الانقلاب «الحوثي» الإرهابي على الحكومة الشرعية في صنعاء، في خريف عام 2014.
فقد وصل عدد الأسر التي نزحت إلى مأرب، في الربع الثاني من العام الحالي، أكثر من خمسمائة أسرة، كما كانت المحافظة نفسها، مسرحاً للعدد الأكبر من عمليات النزوح التي جرت بين مناطقها، أثناء الفترة ذاتها. أما محافظة الحديدة، فقد احتلت المركز الثاني على قائمة المقاصد التي لاذ بها النازحون في اليمن أثناء الشهور نفسها، تلتها الضالع فـ «تعز»، ثم شبوة.
وأظهرت البيانات التي أعدتها المنظمة الدولية للهجرة، ونشرها موقع «ريليف ويب» التابع للأمم المتحدة، أن المخاوف المتعلقة بالأمن والسلامة، لا تزال تشكل العامل الأبرز الذي يدفع اليمنيين إلى النزوح من ديارهم، مشيرة إلى أن هذا السبب، كان هو ما حدا بـ 79 في المئة، من الأسر النازحة خلال الربع الثاني من 2022، للإقدام على هذه الخطوة، تليه العوامل الاقتصادية الناجمة بدورها، عن العدوان الذي تواصل الميليشيات الحوثية الانقلابية، شنه على الشعب اليمني، منذ نحو ثماني سنوات.
وبالتوازي مع الانخفاض المطرد الذي رصدته المنظمة، في عدد النازحين في اليمن، في ظل استمرار الهدنة التي تم تمديدها لمرتين حتى الآن، كشفت بياناتها، عن أن إجمالي الأُسر التي نزحت لمرة واحدة على الأقل في هذا البلد، خلال النصف الأول من العام الجاري، كان أكثر بقليل من سبعة آلاف أسرة، تضم ما يزيد على 42 ألف شخص.