أسماء الحسيني (الخرطوم)
أعرب وزيرا المالية والثقافة والإعلام في السودان، عن شكرهما وتقديرهما للمساعدات المتواصلة التي قدمتها دولة الإمارات لإغاثة منكوبي السيول والفيضانات في السودان.
وقدم وزير المالية السوداني الدكتور جبريل إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، الشكر لجهود الإمارات الإغاثية في السودان، وللجسر الجوي الذي قدمته دولة الإمارات لإغاثة المنكوبين، معرباً عن امتنانه لهذه الجهود الكبيرة.
كما أشاد وزير الثقافة والإعلام السوداني المكلف، جراهام عبد القادر، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن شكره وتقديره وعرفانه لدولة الإمارات، وكل الدول الشقيقة التي قدمت الدعم للسودان، ولا يزال دعمها يتواصل.
من جانبه، أعرب محمد سيد أحمد سر الختم، القيادي بقوى التوافق الوطني، رئيس كيان الشمال، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عن تقديره للعمليات الإنسانية التي قامت بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفرقها التي ظلت تجوب ولايات السودان لفترة أكثر من شهر كامل، قدمت خلالها المساعدات للمتضررين في جميع الولايات المنكوبة، والتي شملت المواد الغذائية ومواد الإيواء والمستلزمات الطبية، وحتى المستلزمات المدرسية للطلاب.
وقال سر الختم: «هذه المواقف ليست غريبة على دولة الإمارات، ونهجها الدائم في العطاء وعمل الخير والعمل الإنساني، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في مواجهة كل التحديات والمحن، وهي تعكس تضامن دولة الإمارات وشعبها مع أشقائهم في السودان، كما تؤكد عمق وقوة العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».
وتواصلت المساعدات الإماراتية للشعب السوداني الشقيق، في إطار جهود الإمارات الإغاثية والإنسانية المستمرة، ضمن الجسر الجوي الإغاثي الذي سيرته الدولة لمساعدة الأشقاء الذين تضرروا جراء السيول والأمطار التي ضربت عدداً من الولايات والقرى.
وواصلت الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها، عبر توزيع السلال الغذائية والمواد الإيوائية على الأسر الأشد احتياجاً والمتضررة جراء السيول والفيضانات، والتي استفاد منها عشرات الآلاف من الأشخاص.
ورغم عظم الكارثة وآثارها، التي لا تخطئها العين وتتراءى أمام ناظريك أينما يممت وجهك، تسود حالة من الرضا والإيمان بقضاء الله وقدره نفوس المتأثرين من الفيضانات والسيول التي ضربت عدداً من الولايات والقرى السودانية، رغم ما يخالج قلوبهم ونفوسهم من خوف وقلق في مناطق لا تعتمد إلا على الزراعة وتربية الأغنام والماشية التي فقدت ضمن ما فقدوا.
ورغم مرارة الفقد ومشاهد الواقع الأليم بهذه القرى المنكوبة متمثلة في أرواح أزهقت، ومنازل هدمت، ومحاصيل أتلفت، وطرق دمرت، وأسر تلتحف العراء، يبقى الأمل في عودة الحياة مرهوناً بمبادرات أصحاب القلوب الرحيمة والمساعدات الإنسانية والتكاتف المجتمعي الذي ظهر جلياً في أنبل صوره، من أجل البقاء، ولتستمر الحياة وتتواصل فصولها.
ولا يزال حصر الأضرار جارياً مع استمرار السيول والأمطار، وأكد عدد من المسؤولين أن العمل جارٍ على وضع استراتيجية جديدة لحماية الأسر القاطنة في القرى الواقعة في مناطق هشة ومجاري السيول، حيث ضربت السيول والأمطار الغزيرة مناطق لم تشهدها من قبل، وهو ما يتطلب تغيير ثقافة تشييد المنازل والأسقف، استناداً إلى خطة الحلول الجذرية، وتتمثل في حصاد المياه والاستفادة منها، وترحيل القرى المعرضة للسيول، واستبدالها بقرى نموذجية في مواقع مرتفعة، إضافة إلى العمل على إعادة تخطيط المخاطر، وتحديد مناطق البناء الآمنة، فضلاً عن تفعيل الإنذار المبكر متعدد المخاطر، والذي من شأنه إعطاء إنذار بوقت كاف، فيما يتعلق بالكوارث الصحية والبيئية وغيرها والذي سيدخل الخدمة قريباً.
وشدد هؤلاء المسؤولون على أنه في إطار الخطط الوقائية، نسعى جاهدين لبناء المنازل بمواد ثابتة في مواقع آمنة، إضافة إلى ترحيل القرى الواقعة على حرم الأنهار وفي مجرى السيول.