حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أكد الجيش الوطني الليبي، أن القوات المسلحة لن تقف متفرجة على جر العابثين للبلاد إلى الهاوية، مشيراً إلى أنه لم يشارك في اشتباكات طرابلس ولا يدعم أي طرف سياسي في الأزمة.
وقال القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، في كلمة له أثناء زيارته لواحة الكفرة جنوب البلاد بدعوة من سكانها، إنه «لن ينقذ ليبيا ويفك أسرها ويبني خريطة طريقها إلا الشعب نفسه بحماية جيشه».
وأشار إلى أن «الحل الحاسم يبقى بيد الشعب، الذي عليه أن يقود المشهد بنفسه ليسترد حقوقه ويبني دولته»، موضحاً أنه على الليبيين ألا ينتظروا من طبقة سياسية أو جهة أجنبية أن ترفع عنهم المعاناة. ودعا قائد الجيش الليبي «القوى الوطنية الحية أن تعيد تنظيم نفسها وتجمع شتاتها لقلب الموازين لصالح الشعب»، وقال «علينا شعباً وجيشاً أن نتدارك الموقف قبل فوات الأوان كما تداركنا معاً خطر الإرهاب».
وشدد حفتر على أن «الشعب والجيش يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام الساسة»، وأردف قائلاً: «جيشكم يعدكم أيها الليبيون الشرفاء بأنه إلى جانبكم اليوم وغداً».
وشدد على أن تضحيات الليبيين لم تكن يوماً من أجل أن تنعم جهة من الفاسدين بحياة الترف بالمال العام ويعيش الشعب الليبي تحت خطوط الفقر. وأكد أن كل الحكومات المتعاقبة لم تعط «الكفرة» قدرها الذي تستحق من الاهتمام.
وأضاف أن «من حق الكفرة وكل المدن الليبية أن تحظى بالرعاية الصحية اللائقة وأفضل مستويات التعليم والتأهيل والخدمات العامة»، مبيناً أن من حق الليبيين أن يتساءلوا أين تذهب أموال بلادهم.
وذكر أن «ليبيا تنعم بخيرات كفيلة بأن تجعلها جوهرة على خارطة العالم وبوسعها أن تجعل منها نموذجاً للاستقرار والتطور والاستقرار».
بدوره، قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن القوات المسلحة لا تؤيد أي طرف في اشتباكات طرابلس التي اندلعت مطلع الأسبوع الجاري.
وقال المسماري، في تصريحات لوكالة «نوفا» الإيطالية، إن «الجيش الليبي لم يشارك في الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس ولا يدعم أي طرف سياسي في الأزمة».
وشدد على أن الجيش الليبي يرى أن الحل هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة، بعد الاتفاق على أسس دستورية لمعالجة هذه المشاكل والصراعات، مشيراً إلى أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لتوحيد المؤسسات تحت قيادة رئيس وحكومة. ورغم أن المدينة الليبية يسودها حالة من الهدوء الحذر بعد توقف الاشتباكات، إلا أن سيناريو العنف لا زال يثير قلق القوى المحلية والدولية، خاصة أن أسبابه ما زالت حاضرة، ما يهدد باندلاعها من جديد في أي لحظة.
وكانت الاشتباكات تفجرت قبل ثلاثة أيام بين الكتائب الموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، وحصدت عشرات القتلى والجرحى.
على صعيد آخر، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة التي وقعت في العاصمة الليبية طرابلس. ودعا الاتحاد في بيان جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف الأعمال العدائية على الفور والالتزام بأمن المدنيين والعمل بشكل وثيق لتحقيق السلام والاستقرار في عموم البلاد.