عواصم (وكالات)
ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بـ«عوائق» أمام تصدير المنتجات الزراعية الروسية، على الرغم من اتفاق إسطنبول الموقع الشهر الماضي.
وأشار بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، إلى أن «العقبات ما زالت قائمة أمام الصادرات الروسية، الأمر الذي لا يساهم في حل المشاكل المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي»، وفق الكرملين.
لكن الإليزيه أعلن، أمس، أن فرنسا تعتبر أنه ليس هناك «أي عائق» أمام الصادرات الزراعية الروسية، رافضاً تأكيدات الرئيس بوتين.
وقالت الرئاسة الفرنسية، إثر الاتصال الهاتفي بين ماكرون وبوتين: «من وجهة نظرنا، ليس هناك أي عائق قانوني مرتبط بالعقوبات الغربية على روسيا، وليس هناك أي عائق عملياتي أمام تصدير القمح الروسي»، معتبرة أن «هناك نية لدى الجانب الروسي لاستغلال هذه القضية سياسياً».
إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، إنه لا يزال هناك كثير من العمل لضمان حصول دول العالم على المنتجات الغذائية الأوكرانية، وأيضاً الأغذية والأسمدة الروسية، بشكل كامل، وذلك بعد اتفاق لتصدير الحبوب توسطت فيه الأمم المتحدة.
وفي إفادة صحفية بميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود، ذكر غوتيريش أن الدول النامية بحاجة إلى مساعدة لشراء مثل هذه الحبوب، ودعا إلى وصول الأغذية والأسمدة الروسية التي لا تخضع لعقوبات إلى الأسواق العالمية دون عوائق.
وقال: «هذا اتفاق بين طرفين يخوضان صراعاً مريراً.. إنه غير مسبوق في نطاقه وحجمه، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل نقطعه على جبهات عديدة».
وأضاف: «حان الوقت لتقديم دعم كبير وسخي حتى تتمكن الدول النامية من شراء الغذاء من هذا الميناء وموانئ أخرى».
وزار غوتيريش مدينة أوديسا الساحلية، أمس، ليشهد استئناف تصدير الحبوب الذي انطلق مؤخراً.
وقال غوتيريش إن استئناف صادرات الغذاء عقب إبرام اتفاق مع روسيا أمر سار، لكنه أعرب عن حزنه أيضاً لرؤيته أن محطات السفن بالميناء باتت خاوية عملياً، وفقاً للخدمة الصحفية للأمم المتحدة.
وذكر أن أكثر من 600 ألف طن من الحبوب جرى شحنها من أوكرانيا، في أقل من شهر على متن 25 سفينة، موضحاً أنه لم يكن يتوقع أحد أن يكون تنفيذ المبادرة سهلاً.
وكانت وزارة الدفاع التركية أفادت، أمس الأول، بأن سفينة أخرى محملة بالحبوب غادرت ميناء تشورنومورسك الأوكراني، ليرتفع العدد الإجمالي للسفن التي أبحرت من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود بموجب اتفاق لتصدير الحبوب بوساطة من الأمم المتحدة إلى 25.
وأضافت الوزارة إن السفينة «آي ماريا»، التي ترفع علم دولة بيليز الواقعة في أميركا الوسطى كانت محملة بالذرة، مشيرة إلى أن أربع سفن أخرى وصلت إلى موانئ أوكرانيا لتحميلها بالحبوب.
وجزء كبير من الشحنات التي غادرت أوكرانيا، حتى الآن، توجهت إلى دول ثرية، رغم أن الأمم المتحدة لفتت إلى أن اتفاق تصدير الحبوب حيوي، نظراً لخطر المجاعة في دول أفريقية وآسيوية.
وأعلنت الأمم المتحدة مغادرة أول ناقلة حبوب تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، يوم الأربعاء الماضي، من البحر الأسود، متوجهة إلى القرن الأفريقي. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الناقلة حُملت بنحو 23000 طن متري من القمح الأوكراني ضمن المساعدات الإنسانية التي يتولاها برنامج الأغذية العالمي، واصفاً هذا الحدث بأنه خطوة مهمة أخرى في الجهود المبذولة لتصدير الحبوب من أوكرانيا التي تشتد الحاجة إليها، وخاصة في البلدان الأكثر تضررا من أزمة الغذاء العالمية مثل القرن الأفريقي.
واعتادت أوكرانيا تصدير ما بين خمسة وستة ملايين طن من المنتجات الزراعية شهرياً بحراً قبل الهجوم الروسي في الـ24 من فبراير الماضي.
وقالت كييف إنها تأمل في زيادة الحجم الشهري للصادرات البحرية إلى ثلاثة ملايين طن في المستقبل القريب، من أجل التخلص من 18 مليون طن من الحبوب المتبقية من حصاد العام الماضي والبدء في بيع المحاصيل الجديدة.