دينا محمود، عبدالله أبو ضيف (لندن، القاهرة)
تزايدت المنافسة بين التنظيمات الإرهابية على تجنيد الشباب خصوصاً في القارة الإفريقية.
ووفقاً لتقرير أممي، يستند إلى معلومات حصلت عليها وكالات الأمن والاستخبارات في عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يعاني تنظيم «داعش» من مشكلات في هرمه القيادي وقدراته العملياتية والدعائية على حد سواء، بفعل الضربات المتتالية، التي أدت لمقتل عدد من أبرز قادته، خلال السنوات القليلة الماضية، أما «القاعدة» فلا يزال يحتفظ في المقابل بهيكل قيادي متماسك.
وعزز زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي قتل قبل فترة وجيزة التركيبة القيادية للتنظيم، بإرهابيين آخرين، من بينهم مبارك يزيد زعيم فرع التنظيم في شمال أفريقيا، وكذلك أحمد ديري الذي يقود حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال.
في الوقت نفسه، يكثف قادة «القاعدة» جهودهم، لتطوير الأساليب الدعائية للتنظيم، بهدف منافسة الحملات الإعلامية، التي ينظمها منافسوهم في «داعش»، والتي حققت نجاحا لافتا على صعيد تجنيد الشباب للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي، الذي سيطر لعدة سنوات، على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
ويتزامن ذلك، مع مؤشرات رصدها التقرير الأممي، تفيد بأن قيادات «القاعدة»، تسعى لتعزيز رقعة نفوذها في أفريقيا، على حساب حضور إرهابيي «داعش» في هذه المنطقة، إلى حد أن هناك من يقول إن التنظيم، بات يعتبر الجماعات التابعة له في القارة السمراء، أكثر أهمية لديه من جناحه في اليمن.
ويشكل ذلك، وفقا لخبراء، تحولاً لافتاً وهائلاً، في ضوء الأهمية التي كان يحظى بها ذلك الجناح في السابق، والدور الكبير الذي سبق أن لعبه في تخطيط عدد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت الغرب في السنوات الماضية. ويعتبر معدو التقرير، أن «السياق الدولي ربما بات مواتياً الآن بشكل أكبر، لأن يعود تنظيم القاعدة ليشكل التهديد الأكبر للعالم، لا سيما في ظل معلومات تفيد، بأنه يحصل على عائدات مادية كبيرة، من التنظيمات المنضوية تحت لوائه، وعلى رأسها، حركة الشباب التي تشير تقديرات، إلى أنها تستخدم بعضاً من إيراداتها السنوية، التي قد تصل إلى مئة مليون دولار، لدعم القيادة المركزية للقاعدة، والإسهام في تمويل أنشطتها الإرهابية».
ولكن التقرير الاستخباراتي أكد في الوقت نفسه، أن التهديد الذي يمثله «داعش» لا يزال قائماً وبشدة، حتى في ظل نجاح العمليات التي نفذتها الولايات المتحدة والقوى الدولية والإقليمية المناوئة له، لإضعاف فاعلية هذا التنظيم، والقضاء على عدد كبير من قيادييه. واعتبرت هديل عويس، الباحثة السياسية في منظمة «فيلوس» الأميركية في تصريحات لـ«الاتحاد» إن تنظيم «القاعدة» لايزال يعتبر العدو رقم «1» لعموم الأميركيين، حتى أكثر من تنظيم «داعش» بكل الأهوال التي ارتكبها.