عدد اليوم
عبد الله أبو ضيف (دمشق، القاهرة)
بعد أكثر من 11 عاماً على بدء الأزمة، مرحلة جديدة تعيشها سوريا عنوانها الأبرز إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
أمر طالب على إثره خبراء بضرورة أن تتكاتف كافة الأطراف في سوريا مستغلين الدعم الدولي للتوحد أولاً لإعادة اللحمة الوطنية بين كافة مكونات الشعب السوري ومن ثم بدء البناء وإعادة الإعمار.
ووفقاً لبيانات دولية، فإن عملية إعادة إعمار المدن المدمرة في سوريا تحتاج إلى نحو 900 مليار دولار وهي الفاتورة الأكبر في التاريخ الحديث لإعادة إعمار دولة مدمرة، وهذا المبلغ يثير اهتمام الدول التي تتطلع لدور أكبر في عملية إعادة الإعمار عقب إيجاد حل سياسي للأزمة.
إبراهيم شيخو الناشط الحقوقي السوري قال إن إعادة إعمار سوريا يتطلب جهوداً من كافة أبناء سوريا، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تمنع بدء إعادة الإعمار بشكل كامل. وقال شيخو لـ«الاتحاد»: «إعادة الإعمار يحتاج بذل جهود كبيرة ووقف القتال والسماح بعودة اللاجئين والنازحين من دون التعرض لهم، وذلك ما سيسمح بعودة سوريا إلى ما قبل عام 2011».
وأضاف: «سوريا تستحق أن تعود مرة أخرى هادئة مستقرة عامرة، من دون أن يكون هناك إقصاء لطرف على حساب طرف آخر»، مشيرًا إلى أن عودة اللاجئين يمثل محوراً أساسياً إعادة الإعمار بمساعدة القوى الأممية والدولية.
وتشير بيانات رسمية إلى أن قطاعات النفط والكهرباء والصحة هم الأكثر تضررًا جراء الحرب في سوريا، إذ تقدر الخسائر في قطاع النفط بما يزيد على 65 مليار دولار، كما تزيد خسائر قطاع الكهرباء عن 800 مليار ليرة سورية.
بدوره، قال عضو مجلس الشعب محمد خير العكام: «نحن في سوريا بدأنا بإعادة الإعمار، وهناك ضريبة إضافية تسمى بإعادة الإعمار، وإيرادات هذه الضريبة غير كافية لإن ما دمرته الحرب كبير جداً، والإعمار بدأ بالفعل ولو بشكل بسيط، إلا أن سوريا تحتاج إلى مزيد من الدعم الدولي ورفع العقوبات الدولية التي تعرقل أو تبطئ عمليات الإعمار».
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» إن «سوريا أعادت النظر في قانون الاستثمار، لجذب مزيد من الاستثمارات، وصدر القانون 18 لسنة 2021 لجذب مزيد من الاستثمارات، وبالتأكيد يتطلب هذا وقتاً طويلاً لأن ما دمرته الحرب يتمثل في مدن عن بكرة أبيها أيضا بكاملها تحتاج إلى إعادة بناء».
