أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، أمس، موافقة الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية على تمديد الهدنة في البلاد شهرين إضافيين.
وقال جروندبرج، في بيان: «يسعدني أن أعلن أن الطرفين (الحكومة اليمنية والحوثيين) اتفقا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين، اعتبارا من 2 أغسطس 2022، وحتى 2 أكتوبر 2022».
وأضاف أنه «يتضمن هذا التمديد للهدنة التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن».
بدورها، رحبت الحكومة اليمنية بتمديد الهدنة، مشيرةً بأن الهدف الرئيسي للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الإرهابية وتسهيل حرية حركة المدنيين وحركة السلع والخدمات الإنسانية والتجارية في كل أرجاء اليمن. وما يزال سكان مدينة تعز يعيشون معاناة إنسانية كبيرة بسب الحصار المفروض عليهم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية وإغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة منذ نحو 8 سنوات.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، قد شدد في اتصال سابق مع مجلس القيادة الرئاسي على ضرورة رفع ميليشيات الحوثي للحصار المفروض على تعز، قائلاً إن «هناك حاجة ملحة لفتح الطرق المؤدية إلى تعز، التي تعتبر ثالث أكبر مدينة في اليمن، وأنه من الضروري إنسانياً تحسين الوصول إليها، فقد عانى سكان تعز الأمَرَّين حتى الآن».
وأكد خبراء ومحللون سياسيون يمنيون لـ«الاتحاد» على أهمية إنهاء حصار «الحوثي» لمدينة تعز وفتح الطرقات لإنهاء معاناة الملايين من سكانها، مشيرين إلى أن ذلك سيكون بداية طريق إحلال السلام واختبار لمدى حسن نية ورغبة الميليشيات الحوثية في السلام.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن ميليشيات الحوثي الإرهابية لا تفكر في رفع الحصار عن تعز، وإنما تسعى للالتفاف على أي الاتفاق بما يصب في مصلحتها، سياسياً وعسكرياً، ولذلك من المستبعد أن تخضع الميليشيات للضغوط الشعبية والحكومية والدولية لهذا المطلب الإنساني.
وأوضح الطاهر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن رفع الحصار عن تعز، وإبداء حسن النية من «الحوثي» من خلال تنفيذ التزاماته بموجب اتفاق الهدنة الأممية التي أُعلنت في أبريل 2022، قد يكون اختراقاً مهماً لجدار الأزمة السياسية والعسكرية في اليمن، معبراً عن تخوفه من «تمييع القضية اليمنية» من خلال الهدنة.
من جانبه، أكد المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي تختار دائماً رفض أي اتجاه نحو السلام، وكأنها تعطي رسالة للداخل والخارج أن العملية السياسية التي تفضي للسلام نتائجها محدودة بفتح مجموعة من الطرق الفرعية.
وقال اليوسفي إنه إذا «كانت المباحثات والمفاوضات على فك حصار مدينة تعز وفتح الطرقات والمعابر أخذت كل هذا الوقت وكل هذه المراوغات، فما بالنا بالاستحقاقات الكبيرة والمُتعلقة بتسليم السلطة والسلاح والأمور الاقتصادية».
وأشار إلى أن «استمرار حصار تعز دليل على أن ميليشيات الحوثي اختارت أن تذهب إلى اتجاه آخر بعيداً عن الاحتياجات الوطنية، بالإضافة إلى الامتناع عن تحقيق الالتزامات المترتبة على الهدنة الأممية الثانية، وأن الجماعة الانقلابية بدأت بالتصعيد في الكثير من المناطق اليمنية». وحول المعاناة التي يعيشها سكان تعز، أشار الكاتب والإعلامي اليمني عبدالله إسماعيل إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية قامت بتفخيخ الكثير من المناطق والطرقات بالألغام والعبوات الناسفة، والتي راح ضحيتها مئات الضحايا المدنيين أغلبهم نساء وأطفال. ولفت إسماعيل خلال حديثه مع «الاتحاد» إلى تعنت «الحوثي» في فك حصار تعز، ورفضه خطة «الفتح التدريجي للممرات الإنسانية»، مؤكداً أن الميليشيات تعمل على استغلال الحصار سياسياً، وتراوغ في رفعه عن المدينة ومناطق أخرى، بهدف تحقيق مكاسب كبيرة.