دينا محمود (لندن)
تتكشف المزيد من الأدلة على بشاعة الجرائم التي اقترفتها ميليشيات الحوثي الإرهابية في قرية «خبزة» الواقعة بمحافظة البيضاء وسط اليمن، فقد وثقت جمعيات حقوقية يمنية مستقلة، ارتكاب المسلحين الانقلابيين ما يزيد على 150 انتهاكاً خلال فترة الحصار، الذي فُرِضَ على تلك المنطقة، للانتقام من رفض سكانها، بسط الميليشيات الحوثية سيطرتها على بلدتهم، التابعة لمديرية «القريشية»، والتي لا يزيد عدد قاطنيها على ألفيْ نسمة.
وبحسب هذه الجمعيات، راح ضحية الجرائم، التي اقترفها مسلحو الحوثي في القرية، 20 مدنيا أعزل بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، بجانب نحو 30 شخصا آخرين، تم اختطافهم على يد العصابة الانقلابية وتصفية 5 على الأقل بعد ذلك منهم.
كما أقدمت الميليشيات الإرهابية، على نهب منازل هذه القرية المنكوبة، وتفجير 16 منها، وهدم 27 بشكل كامل أو جزئي، فضلاً عن إلحاق أضرار متفاوتة بأكثر من 40 منزلاً أخرى.
ولم تتورع العصابة الإجرامية أيضا، عن نهب عدد من المحال التجارية بشكل كامل، وهو ما امتد إلى سيارات القرويين التي نُهِبَت بعضها ودُمِرَت أيضا، جنبا إلى جنب مع تخريب 4 من آبار للمياه.
ونقلت صحيفة «جلوب إيكو» التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها عن نشطاء حقوق إنسان يمنيين قولهم، إن فترة الحصار التي استمرت لنحو 9 أيام، وشهدت شن هجمات بأسلحة مختلفة على القرية، أجبرت السكان على ترك ديارهم، وحرمتهم من الحصول على احتياجاتهم الأساسية، كالماء والغذاء والعلاج الطبي كذلك.
فوفقاً لتقرير أعده فريق ميداني تابع لمنظمة «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» الحقوقية، عَمَدَت الميليشيات الحوثية إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد هذه القرية الصغيرة، إلى حد قصف منازلها بقذائف الدبابات وقذائف الهاون وبقاذفات الكاتيوشا، فضلاً عن تنفيذ اعتداءات ضد السكان من دون تمييز، بقناصين وطائرات مُسيّرة.
وأشار الفريق إلى أن كل أسر القرية البالغ عددها 275 أسرة، فرت من الهجوم الحوثي إلى خارجها، واضطر أفرادها لأن يلوذوا بالجبال والوديان المحيطة ببلدتهم، من أجل النجاة بحياتهم من القصف المتعمد الذي استهدف أحياءهم السكنية، وللحصول على الإمدادات التي حُرِموا منها جراء الحصار.
وأكدت المنظمة الحقوقية اليمنية في بيان، أن الجرائم التي ارتكبتها العصابة الانقلابية في هذه القرية الواقعة بمنطقة معزولة في محافظة البيضاء، تشكل تهديدا حقيقيا لجهود إحلال السلام في اليمن، الذي تسوده هدنة أممية هشة منذ مطلع أبريل الماضي، بفعل الانتهاكات الحوثية المتواصلة لها.