أحمد شعبان (القاهرة)
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة الأوكرانية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان أن ذلك جاء خلال لقاء الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وأوضح المتحدث أن الوزير لافروف أطلع الرئيس السيسي على تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي.
وأضاف أن الرئيس السيسي شدد في هذا السياق على دعم مصر لجميع المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين واستعدادها لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف.
وقال المتحدث إن الوزير لافروف نقل للرئيس السيسي رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائي والإعراب عن الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها حاليا.
وأشار إلى أن الرسالة تضمنت كذلك الإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعيا لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية من قبل وزراء الخارجية المعنيين.
وتحدث وزير الخارجية الروسي، أمام جامعة الدول العربية في القاهرة، أمس، عن الأسباب التي دفعت بلاده لشن حملتها العسكرية على أوكرانيا، معتبرا أن «الغرب رفض أخذ مخاوف موسكو بعين الاعتبار بشأن توسع الناتو».
وأعرب لافروف عن امتنانه للاهتمام الذي تظهره جامعة الدول العربية، والموقف المسؤول والمتوازن للدول الأعضاء وقادة الدول العربية.
وقال: «في أبريل التقينا بمجموعة تمثل الجامعة، وكان نقاشا مثمرا، ومستعدون لإبقاء الحوار مع العرب، وليس لدينا شيء نخفيه».
وتابع: «شرحنا الأسباب التي جعلتنا نبدأ العملية العسكرية، لقد جاءت بعد سنوات من الإهمال الذي ووجهنا به، وكانت لدينا مخاوف مشروعة حول أمننا، بدءا من توسع الناتو، بصرف النظر عن تلك التعهدات التي قُدمت للاتحاد السوفيتي، وجعله دولا سابقة بالاتحاد تنضم له».
وتعليقاً على هذه الزيارة، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إنها تأتي تأكيداً لعلاقة الدول العربية بروسيا في هذا التوقيت، ورسالة يبعث بها لافروف من مصر مفادها أن الشراكة المصرية الروسية وفي نطاقها العربي، تؤكد على الحضور الروسي في مجمل القضايا العربية.
وأوضح الدكتور طارق فهمي لـ«الاتحاد» أن أهمية حضور لافروف إلى القاهرة تأتي رداً على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، ومحاولة التأكيد على أن روسيا حاضرة في المشهد العربي والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشاركة روسيا في كافة الملفات العربية الراهنة.
ولفت إلى أن مجمل الزيارات الروسية والأميركية إلى المنطقة الآن مرتبطة بأهميتها، وأهمية التطورات الجارية فيها، مشيراً إلى أن روسيا لها علاقات جيدة بأغلب الدول الرئيسة في الإقليم العربي، وبالتالي تأتي أهمية هذه الزيارة.