أبوظبي (وام، وكالات)
أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة سياحية في محافظة دهوك في إقليم كردستان شمال جمهورية العراق الشقيقة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة عن تضامن دولة الإمارات مع كافة الإجراءات التي يتخذها العراق الشقيق لحماية سيادته وأمنه واستقراره، مؤكدة حرص دولة الإمارات على استتباب الأمن والاستقرار فيه.
كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لحكومة وشعب جمهورية العراق الشقيقة ولأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين. وقوبل الهجوم بإدانات عربية ودولية، حيث أكدت كل من السعودية ومصر وجامعة الدول العربية، وأميركا وألمانيا، وغيرها من الدول، استنكارها للهجوم الذي استهدف دهوك، وأدى إلى مقتل عدد من السياح.
وبغصب وحزن، شيّع العراق، أمس الأول، ضحايا الهجوم، الذي أودى بحياة 9 مدنيين في منتجع سياحي في كردستان.
وفي مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، أرسلت طائرة عسكرية لنقل جثامين الضحايا إلى بغداد. ونقلت التوابيت التسعة بسيارة إسعاف، بينها تابوت طفل صغير، ولفّت بالعلم العراقي وأكاليل الورود. وحمل وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، نحو الطائرة، التابوت الصغير، قبل أن تقلع إلى بغداد.
وفي مطار بغداد الدولي، استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الجثامين وتقدم مراسم التشييع الرسمي، بحضور عدد من القيادات الأمنية والمسؤولين والتقى بعائلات الضحايا، بحسب بيان رسمي.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، أمس، يوم حداد وطني، فيما تصاعد الغضب الشعبي في العراق على المأساة التي أودت بحياة تسعة عراقيين وأدّت إلى إصابة 23 بجروح.
وغالبية الضحايا هم من وسط وجنوب البلاد، يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان، هرباً من الحرّ.
وفي منزل متواضع ببغداد، جاء نور لتقديم التعازي في وفاة صديقه عباس علاء، وكان ينتظر عودة الأسرة التي توجهت إلى المطار لاستعادة جثة المهندس الشاب البالغ من العمر 24 عاماً.
وقال: «تزوج عباس قبل أسبوع واحد، وكان مع زوجته في كردستان للاحتفال بشهر العسل.. إنها صدمة لأصدقائه وأقاربه، كانت أول رحلة له ذهب يوم الثلاثاء وقتل الأربعاء، ولا يمكننا تصديق ذلك».
وتابع: «ذهب ليستمتع في شمال العراق وعاد قتيلاً وزوجته مصابة، هذا لا يحدث في أي بلد آخر».
ولاحقاً شيع العشرات من سكان الحي الذي يقطنه عباس جثمانه ووضعوا على نعشه بدلة العروس البيضاء، بحضور صحافيين من عشرات من وسائل الإعلام قبل أن يوارى الثرى في مدينة النجف في جنوب البلاد.
إلى ذلك، قالت خلية الإعلام الأمني في رئاسة الوزراء العراقية، أمس، إن مسلحين اثنين فتحا النار من بندقية نوع كلاشنكوف وقتلا خمسة أشخاص وأصابا ثلاثة آخرين بعد مهاجمة سيارة كانت تقلهم وحرقها في قضاء الخالص بمحافظة ديالى شمال شرق بعداد.
كما أفاد مصدر أمني بمقتل ثلاثة جنود أشقاء وطفل بهجوم مسلح في بعقوبة، مركز محافظة ديالى. وفي غضون ذلك، أصيب ضابط برتبة عقيد بهجوم مسلح في غرب بغداد.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، أمس الأول، «العمل مع القيادات العسكرية لإعادة تأهيل جميع إمكانات الجيش العراقي، ووجه بالتركيز على مفردات التدريب وتلبية احتياجات الوحدات للنهوض بهذه المؤسسة».
وأشار إلى أن حكومته دعمت الجيش العراقي، وبناء المؤسسة العسكرية، بما يؤهلها للقيام بواجباتها في حماية حدود العراق وحياة المواطنين.
وشدد الكاظمي، خلال ترؤسه اجتماعاً ضمّ القيادات الأمنية والكوادر المتقدمة بوزارة الدفاع، على «أهمية الدور الوطني الذي تضطلع به قواتنا المسلحة، وبأن التضحيات التي قدّمتها خلال سنوات طويلة في الدفاع عن أرض العراق قد أسهمت في بناء عقيدة وطنية عراقية تنتمي للعراق، وتسمو على أي انتماء طائفي، أو عرقي، أو أي هوية فرعية».