يسرى عادل (دبي)
أكد السفير الفرنسي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، كزافييه شاتيل، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا كانت زيارة بالغة الأهمية ومحورية ولها دلالة رمزية كبيرة بالنسبة لفرنسا، كونها زيارة الدولة الأولى لسموه بعد توليه رئاسة الإمارات.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أجرى يوم الاثنين الماضي، زيارة دولة إلى فرنسا، استغرقت يومين، وسط ترحيب رسمي وشعبي كبير، حيث تزينت العاصمة الفرنسية باريس بأعلام دولة الإمارات وفرنسا، احتفاء بزيارة سموه تلبية لدعوة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وأوضح السفير شاتيل أن زيارة سموه إلى فرنسا عكست الثقة والعلاقات القوية القائمة منذ وقت طويل بين البلدين، وأظهرت عمق العلاقات بين البلدين، وهو ما تثمنه فرنسا عالياً.
وقال السفير في حوار خاص مع «الاتحاد»: «الزيارة لم تكن فقط ذات رمزية وأهمية كبيرة، لكنها كانت أيضاً محورية، في ضوء الاتفاقيات المهمة التي جرى توقيعها على هامش الزيارة، وكثير منها ستعمق العلاقات القوية بالفعل، وبعض منها سيحمل العلاقات إلى آفاق أوسع، مؤكداً أنها بكل المعايير كانت مهمة ومحورية وذات رمزية كبيرة».
مستقبل باهر
وتوقع شاتيل مستقبلاً باهراً للعلاقات الإماراتية الفرنسية، في ضوء أنها متميزة بالفعل حالياً، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين على مر العقود الماضية، بكل مراحلها ومع كل التطورات السياسية في فرنسا والعالم، ظلت متميزة وحققت نمواً كبيراً.
وأضاف: «في ظل المشاريع الجديدة المشتركة والثقة الكبيرة والصداقة العميقة لدينا كل المقومات من أجل مستقبل مزدهر للعلاقات بين البلدين».
شراكة استراتيجية
وحول أهمية الاتفاقيات التي وقعتها الإمارات وفرنسا خلال الزيارة، قال السفير الفرنسي لـ«الاتحاد»: «جرى توقيع اتفاقيتين لهما أهمية كبيرة في مجال الطاقة، إحداهما لتوفير الطاقة، ولها بالطبع أهمية كبيرة بالنسبة لفرنسا مع دخول فصل الشتاء وارتفاع أسعار الوقود، ومخاوف نقص الإمدادات». وأضاف: «الاتفاقية الأخرى هي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة، والتي تهدف إلى إنشاء منصة من أجل تعزيز الشراكة بين البلدين في هذا المجال، وكذلك في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، وهي اتفاقية واعدة».
وأكد السفير تحمس بلاده لمجلس الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي جرى إطلاقه، على هامش الزيارة، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين في مجالات الطاقة والنقل والاستثمار.
محرك للأعمال
وقال: «مجلس الأعمال سيضم بعضا من أهم الرؤساء التنفيذيين من كلا الجانبين، ويشكل محركاً للتواصل على مستوى الشركات الكبيرة، لاكتشاف الفرص المحتملة والتوصل إلى صفقات جديدة». وأعرب عن فخره بمستوى العلاقات بين الإمارات وفرنسا، مؤكداً ثقته في أن ارتقاء العلاقات إلى مستويات أعلى، بين ضوء الثقة المتبادلة والطموحات التي لا حدود لها لكلا البلدين.
الفضاء
وأشار شاتيل إلى التعاون النشط بين الإمارات وفرنسا في مجال الفضاء، منوّهاً برائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيه، الذي التقط صوراً لموقع إكسبو2020 دبي، من المحطة الدولية للفضاء وذلك خلال مهمته الثانية التي استغرقت 200 يوم. ولفت إلى إجراء رائد الفضاء وسفير جناح فرنسا في «إكسبو 2020 دبي»، توماس بيسكيه، اتصالاً حياً مباشراً بثّ على قبة ساحة الوصل من محطة الفضاء الدولية لمدة 15 دقيقة. وجاء الاتصال بمناسبة احتفال فرنسا بيومها الوطني ضمن مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي».وأوضح شاتيل أن الاتفاقيات الموقعة في مجال الفضاء من شأنها تمكين الإمارات وفرنسا من تطوير «مركبة قمرية» لاستكشاف القمر.وأشار إلى أن فرنسا ستشارك بتطوير الكاميرا الخاصة بعملية الاستكشاف، وهي تكنولوجيا دقيقة ومتطورة، مؤكداً على أهمية الاتفاقيات الأخرى بين البلدين لاستكشاف الفضاء.
تغير المناخ
وأكد على أن كلا البلدين لديهما تعاون كبير في مجال التغير المناخي، مشيراً إلى تعاون شركة الكهرباء الفرنسية «إي دي إف»، ضمن ائتلاف تقوده شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، في تطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهي أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.
وأشار أيضاً إلى وجود تعاون كبير بين «مصدر» في الإمارات وشركة «إنجي» الفرنسية في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأكد على تعزيز التعاون في هذا المجال، بفضل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا، وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح شاتيل أن هناك توافقاً كبيراً بين البلدين في مجال المناخ، وهو أمر مهم بدرجة كبيرة، فالإمارات ستستضيف في نوفمبر 2023 مؤتمر الأطراف للمناخ «COP28»، معرباً عن ثقة بلاده في نجاح هذا المؤتمر الذي تستضيفه مدينة «إكسبو دبي»، واستعداد فرنسا لتقديم كل الدعم والتعاون الممكن لتحقيق هذا النجاح.