عواصم (وكالات)
أضاءت موجات الحر الصيفية على التهديد الذي يمثله تغير المناخ، مع تلقي 100 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية تحذيرات من الحرارة المرتفعة، فيما سجّلت أوروبا درجات حرارة قياسية مدمرة.
واجتاحت جنوب أوروبا موجات شديدة الحرارة منذ الأسبوع الماضي تخطت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، في إطار نمط عالمي لارتفاع درجات الحرارة عزاه العلماء والمتخصصون بشكل كبير لتغير المناخ بسبب الأنشطة البشرية. ومن المتوقع أن تصل هذه الموجة من الحرارة الشديدة إلى الصين في أواخر أغسطس المقبل. وتكافح السلطات حرائق الغابات التي اشتعلت في مساحات كبيرة من جنوب أوروبا، وتنفذ عمليات إجلاء جماعية، بينما تعالت أصوات التحذيرات من عواقب عدم تكثيف الجهود لمكافحة آثار التغير المناخي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: إن أزمة المناخ تعتبر أمراً عاجلاً وسيتعامل معها على هذا الأساس، لكنه لم يعلن أنها حالة طوارئ بما يترتب عليه إجراءات كما يريد الديمقراطيون من حزبه أن يفعل.
وقال بايدن: «تغيّر المناخ... خطر واضح وقائم»، معلناً استثمار 2.3 مليار دولار للمساعدة في بناء بنية تحتية أميركية لمواجهة الكوارث المناخية.
ومن جانبه، دعا البابا فرنسيس، أمس، زعماء العالم إلى الانتباه إلى «جوقة صرخات الألم» الناجمة عن تغير المناخ والطقس شديد السوء وفقدان التنوع البيولوجي.
وتغير المناخ يجعل الموجات الحارة أكثر سخونة وتكراراً. وهذه هي الحال بالنسبة لمعظم مناطق الأرض، وقد أكدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وأدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بنحو 1.2 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. وهذا الخط الأساسي الأعلى حرارة يعني أنه يمكن الوصول إلى درجات حرارة أعلى أثناء موجات الحر الشديدة.
وقالت فريدريكه أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن، والتي تشارك أيضاً في قيادة التعاون البحثي لمبادرة «إسناد الأحوال الجوية العالمية»: «كل موجة حارة نشهدها اليوم أصبحت أكثر سخونة وتكراراً بسبب تغير المناخ».
وفي هذه الأثناء، سُجل تحسن كبير على صعيد احتواء الحرائق في فرنسا والبرتغال وإسبانيا، حيث باتت فرق الإطفاء بصدد السيطرة على حريق كبير في شمال شرق البلاد.
وفي فرنسا، لم يسجل الحريقان اللذان دمّرا 20800 هكتار من الغابات في جيروند (جنوب غرب) منذ عشرة أيام، وتسببا بإجلاء أكثر من 36 ألف شخص، أي تقدم خلال الليل، وأفادت السلطات المحلية صباح أمس، أن فرق الإطفاء تواصل إخماد بعض الحرائق الصغيرة التي اندلعت مجدداً، حسبما أكّدت السلطات المحلية.
وبحسب بيانات أصدرها الخميس نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية التابع لبرنامج مراقبة الأرض للاتحاد الأوروبي «كوبرنيكوس»، تخطّت المساحات التي اجتاحتها النيران في الأسابيع الأخيرة في أوروبا المساحة الإجمالية للأراضي المُحترقة خلال العام 2021 بأكمله.