أسماء الحسيني (الخرطوم)
شارك آلاف السودانيين في مسيرة ضخمة انطلقت، أمس، باتجاه القصر الرئاسي في الخرطوم، تنديداً بأعمال العنف القبلية التي راح ضحيتها عشرات القتلى في منطقتي «النيل الأزرق» المتاخمة للحدود الإثيوبية ومدينة «كسلا» في شرق البلاد، فيما حاولت قوات الأمن التصدي للمحتجين بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وسط أنباء عن وقوع عدد من الإصابات.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تندد ببطء استجابة الأجهزة الأمنية وتتهم نافذين في الدولة بالتسبب في إشعال أعمال العنف بغرض تحقيق أهداف سياسية. وعززت قوات الأمن والجيش من انتشارها وسط العاصمة والمناطق القريبة من القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي.
وبدأت أعمال العنف القبلية الأخيرة هذه منذ الخميس في منطقة النيل الأزرق، إثر خلافات بين مجموعات قبلية حول مسائل تتعلق بتقسيمات وزعامات الإدارة الأهلية بالمنطقة، قبل أن تتمدد إلى المناطق الأخرى.
واتهمت قوى «الحرية والتغيير»، جماعة «الإخوان» بمحاولة العودة إلى واجهة الحكم من خلال تأجيج النزعات العنصرية واللعب بورقة القبلية.
واعتبرت خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس في الخرطوم، أن «الإخوان عجزوا بكل مسمياتهم عن إيجاد قبول في أوساط الشعب السوداني ويبحثون عن العودة الآن عبر الواجهات القبلية وتأجيج النزعات العنصرية». وأعلنت تكوين أوسع جبهة لمناهضة خطاب الكراهية في البلاد.
وقال القيادي بقوى «الحرية والتغيير» أيمن نمر: «قررنا تكوين أوسع جبهة لوقف خطاب الكراهية في البلاد».
وكشف نمر، عن تسيير مواكب باسم «السودان الوطن الواحد» في الخرطوم وعدة مدن سودانية في 24 يوليو الجاري، احتجاجاً على العنف القبلي وتضامنا مع ذوي الضحايا.
وأضاف: «قررنا إرسال وفد قيادي سياسي إنساني للوقوف على أحداث الاقتتال القبلي، وتقديم العون الإنساني للمتضررين».
وتابع: «لا استقرار في البلاد إلا بتشكيل سلطة مدنية ديمقراطية تقوم على التنوع وتديره في إطار الدولة المدنية الواحدة».
وفي ظل حالة من التوتر تعيشها عدد من مدن ومناطق البلاد، تتزايد المخاوف من تداعيات خطيرة قد تنجم عن تمدد العنف القبلي الذي تمدد شرقاً، حيث شهدت منطقة «كسلا» في شرق البلاد والتي تبعد عن النيل الأزرق بنحو ألف كيلومتراً أمس الأول، أعمال حرق ونهب.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية «سونا» بأنه وصلت لمناطق النزاعات بولايتي النيل الأزرق وكسلا، تعزيزات أمنية.
وأوضحت «سونا» أن تعزيزات أمنية من قوات الاحتياطي المركزي وصلت للمناطق التي شهدت بعض النزاعات والأحداث بولايتي النيل الأزرق وكسلا، عبر طيران الشرطة.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار توجيهات لجنة الأمن والدفاع بإرسال تعزيزات عسكرية لتلك المناطق.
وأضافت: «قامت رئاسة قوات الشرطة بإرسال هذه القوات التي وصلت في زمن قياسي، وباشرت مهامها فور وصولها، حيث ساهمت في إعادة الأمور إلي نصابها وتحقيق الأمن والاستقرار في تلك الولايات، مما عزز من استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون».
وفي عام 2020، وقعت السلطة الانتقالية، اتفاقات سلام مع متمردي «دارفور» ووعدت بإرساء الديموقراطية في أقصى السودان، ولكن لم ينه اتفاق السلام النزاعات القبلية التي أوقعت خلال الشهور الأخيرة مئات القتلى، خصوصاً في إقليم دارفور على الحدود مع تشاد.