دينا محمود (لندن)
أساليب قمع مختلفة واغتيالات تميزت بها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في محاولة منها لإسكات المعارضين لها ولسلاحها غير الشرعي. وجددت منظمة «مراسلون بلا حدود» المعنية بحماية حرية الصحافة في العالم، مطالباتها للسلطات اللبنانية بكشف النقاب عن الضالعين في جريمة اغتيال الصحفي والكاتب المناوئ لميليشيات «حزب الله» الإرهابية، لقمان سليم، الذي أُردي قتيلاً بالرصاص في فبراير من العام الماضي، بعد حملة تهديد واسعة النطاق، تعرض لها من جانب الحزب وأنصاره. وأشارت المنظمة، إلى أنه لم يتم حتى الآن القبض على أي مشتبه في ارتكابه الجريمة، رغم مرور نحو عام ونصف العام على وقوعها، مؤكدة أن أصابع الاتهام تتجه منذ اللحظة الأولى إلى «حزب الله»، في ما يتعلق باغتيال هذا الصحفي والناشط الحقوقي اللبناني، الذي لم يُقَيض له قَتَلَتُه، أن يحتفل بيوم مولده الستين، الذي يحل هذه الأيام.
وحذرت «مراسلون بلا حدود»، من إمكانية تكرار مأساة مقتل لقمان سليم في المستقبل، في ضوء أن تقديراتها تفيد بأن ما لا يقل عن 27 صحفيا لبنانيا تلقوا تهديدات وتعرضوا لتحرشات، منذ الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، ويُنحى فيه باللائمة على «حزب الله».
وأكدت صابرينا بنوي المسؤولة عن مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، أن اغتيال سليم يشكل دليلا على أن عمليات ترهيب الصحفيين في لبنان قد تصبح «مميتة»، وأن التهديدات والمضايقات قد تُترجم في صورة جرائم قتل فعلية، داعية السلطات اللبنانية إلى توفير الحماية للصحفيين، الذين يتعرضون للتهديد بالاستهداف، وأخذ مخاوفهم على محمل الجد.
وفي هذا السياق، ذكَرَّت «مراسلون بلا حدود» بحملة الكراهية، التي تصاعدت ضد سليم في الفترة السابقة لمقتله في الرابع من فبراير 2021، وشملت كتابة تهديدات له بالقتل، على جدران منزله الواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تشكل كذلك معقلا لميليشيات «حزب الله» الإرهابية، وهو ما دفعه إلى أن يدلي بتصريحات علنية، أعلن فيها أنه يُحمِّل حسن نصر الله زعيم هذه الميليشيات الدموية، المسؤولية عن أي مكروه قد يلحق به.
كما أبرزت المنظمة غير الحكومية الدولية على موقعها الإلكتروني، الحفاوة الكبيرة والشماتة التي قابل بها أنصار «حزب الله» اغتيال سليم وحملات التخوين التي طالته على منصات التواصل الاجتماعي، إلى حد بلغ حد نشر جواد نجل حسن نصر الله تغريدة حذفها لاحقاً، قال فيها إن «خسارة بعضهم هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب»، وهو ما فُسِرَ على نطاق واسع، على أنه إشارة إلى التصفية الجسدية، التي تعرض لها الصحفي والناشط، الذي كان معروفا بعدائه للميليشيات ذات النزعات الدموية والطائفية في لبنان.
ومن أبرز عمليات الاغتيال التي طالت صحفيين في لبنان، تلك التي استهدفت الصحفي سمير قصير ورئيس تحرير جريدة النهار اللبنانية جبران تويني عام 2015، وهما المعروفان بمواجهتمها العلنية لسلاح «حزب الله».
كما تعرضت الصحفية مي شدياق لمحاولة اغتيال نجب منها بإعجوبة في 25 سبتمبر 2005 وأدت إلى فقدان قدمها ويدها.