عواصم (وكالات)
توفي أكثر من 1000 شخص جراء ارتفاع قياسي بدرجات الحرارة في البرتغال وإسبانيا، بينما واصلت العديد من دول أوروبا الغربية مكافحة حرائق الغابات المدمِّرة نتيجة موجة الحرّ التي من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع. وهذه ثاني موجة حر تشهدها أوروبا في شهر. ويعدّ تكاثر هذه الظواهر نتيجةً مباشرة للاحترار المناخي وفقاً للعلماء، مع ازدياد انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، من حيث شدّتها ومدّتها وتكرارها.
وفي إسبانيا، لا يزال 20 حريقاً مستعراً في الغابات، وخارج نطاق السيطرة في أجزاء مختلفة من البلاد، من الجنوب إلى أقصى الشمال الغربي في غاليسيا، حيث دمّرت الحرائق حوالى 4400 هكتار من الأراضي هذا الأسبوع، بحسب السلطات. وسُمح لـ 300 شخص من أصل ثلاثة آلاف بالعودة إلى منازلهم، أمس، بعدما تمّ إجلاؤهم بشكل وقائي بالقرب من «ملقة» في أقصى الجنوب.
وتوقّعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية درجات حرارة مرتفعة بشكل ملحوظ في معظم أنحاء البر الرئيسي للبلاد وجزر «البليار» في البحر المتوسط، على أن تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة في مدينة لوغرونو الشمالية، و40 درجة في مدريد وإشبيلية، في الجنوب.
وتسببت موجة الحر التي استمرت قرابة أسبوع في وفاة 360 شخصاً وفقاً للأرقام الصادرة عن معهد كارلوس الثالث الصحي
في المقابل، شهدت البرتغال هدوءاً صباح أمس، على جبهة مواجهة النيران.
وللمرة الأولى منذ الثامن من يوليو لم تتجاوز درجات الحرارة في البرتغال 40 درجة مئوية.
وظلت بؤرة واحدة نشطة بالقرب من بلدة تشافيس في أقصى شمال البلاد، فيما تمّت «السيطرة عملياً» على أكثر من 90% من محيطها، وفقاً للحماية المدنية البرتغالية.
وأعلنت وزارة الصحة البرتغالية، أمس، وفاة 659 في الأيام السبعة الماضية بسبب موجة الحر، معظمهم من كبار السن. وفي شمال أوروبا، في المملكة المتحدة، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أول تنبيه «أحمر» من الحرارة الشديدة، محذّرة من خطر على الحياة.
وقال مكتب الأرصاد الجوية، إنّ درجات الحرارة في جنوب إنجلترا قد تصل إلى 40 درجة للمرة الأولى، اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء.
وفي هولندا، أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، أمس، عن خطة وطنية لمكافحة الحر، وأصدر تحذيراً من ضباب دخاني في كل أنحاء البلاد اعتباراً من اليوم الاثنين، وتوقع ارتفاعاً في درجات الحرارة في الأيام المقبلة وصولاً إلى 35 درجة مئوية في جنوب البلاد، و38 درجة مئوية غداً في أنحاء معيّنة.
وفي اليونان، أدت الرياح الشديدة إلى اندلاع حريق غابات مجدداً في جزيرة كريت، بعدما أعلنت فرق الإطفاء إخماده في وقت سابق أمس الأول. واندلع الحريق مرة أخرى بالقرب من بلدة أجيوس فاسيليوس، في مدينة ريثيمنو بجزيرة كريت، حيث قامت السلطات بإخلاء العديد من المنازل، بحسب تقارير إعلامية يونانية. وخلال فترة النهار، تم نشر 132 من رجال مكافحة الحرائق و40 سيارة إطفاء، فضلاً عن إرسال مروحيات للمساعدة في إطفاء الحريق.
كما اندلع حريق آخر بالقرب من مدينة هيراكليون الساحلية، عاصمة جزيرة كريت.
وحذرت وزارة «أزمة المناخ وحماية المواطنين» في وقت سابق، أمس، من مخاطر مرتفعة للغاية لاندلاع حرائق غابات في 5 مناطق بالبلاد.
وجرى فرض المستوى الرابع من مستويات التحذير الخمسة، على منطقة أتيكا بالعاصمة أثينا، وكذلك جزر وابية وكريت وخيوس وساموس وغيرها. وفي أماكن أخرى من العالم، تسبّبت درجات الحرارة الشديدة في حرائق الغابات خصوصاً في شمال المغرب حيث قضى شخص ودمّرت نصف المساحة التي طالتها النيران والبالغة 4660 هكتاراً.
وواصلت أجهزة الإطفاء المغربية، مدعومة بمزيد من التعزيزات، مكافحة حرائق تجتاح منذ 5 أيام مناطق حرجية نائية في شمال المملكة.
وتضرّر غرب كندا أيضاً بفعل حريق مدمّر اشتعل منذ الخميس في منطقة ليتون في شمال فانكوفر والتي كانت قد دمّرت العام الماضي بفعل موجة حر تاريخية وحرائق مدمّرة.
وأتى الحريق على 1500 هكتار من الغابات والأشجار، كما التهم العديد من المنازل وأدّى إلى عمليات إخلاء.