عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
أشاد خبراء بدور «قمة جدة للأمن والتنمية»، التي عقدت، أمس، في المملكة العربية السعودية، في ترسيخ قيم السلام العالمي والأمن الإقليمي الذي يقوم على إحياء قيمة التعايش السلمي بين الجميع مع الحفاظ على مبادئ وحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، قالت الباحثة السياسية في منظمة «فيلوس» الأميركية، هديل عويس، إن تمسك الإمارات برؤيتها الخاصة بالسلام والاستقرار الإقليمي تتماشى مع جوهر الهوية السياسية للدولة ودورها في المحيط العربي.
واعتبرت أن إدارة الرئيس الأميركي جون بايدن في المنطقة ترغب في شرق أوسط يسهم إيجاباً في الأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي العالمي.
وأضافت في تصريحات لـ«الاتحاد»، أنه بعد خروج العالم من وباء «كوفيد» ومعاناة العالم من أزمة الغذاء والإمدادات العالمية والتضخم الاقتصادي، أصبح العالم برمته لا يحتمل استنزاف موارده بمزيد من زعزعة الاستقرار.
وأكدت عويس أن وجود كتلة عربية قوية متمسكة بمبادئ السلام والاستقرار اجتمعت في جدة، بحضور الرئيس بايدن، هو أمر لافت أولاً؛ لأنه يوحد الرؤى العربية، حقيقة وبشكل واقعي، على رؤية يتفق عليها الزعماء المجتمعون، كما أنها ترسل رسائل أقوى إلى واشنطن كونها تأتي من أكثر الدول تأثيراً في الملفات المشتركة في أميركا ومصالحها في الشرق الأوسط. وأكملت الباحثة أن العالم العربي اليوم يختلف عما كان عليه قبل عقود مضت، فبدأت تجارب الاستقرار والجنوح نحو السلام تثبت أنها أتت بنتائج وثمار أكثر إيجابية من التوجهات الأخرى بشكل لمسه المواطن العربي، خصوصاً الشباب في الدول التي اتجهت نحو الاستقرار والإعمار والانفتاح على العالم، والإمارات وتجربتها الرائدة هي خير مثال على صوابية خيار السلام والتمسّك بالاستقرار.
في سياق متصل، قالت إيرينا تسوكرمان، الباحثة السياسية الأميركية، إن دور الإمارات يزداد أهمية يوماً بعد أخر في التحركات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث كانت الإمارات العربية المتحدة تقود ركب السلام في المنطقة، عبر «اتفاقيات إبراهام»، وتستمر الآن في لعب دور حيوي في التنسيق الإقليمي حول مختلف القضايا، بدءاً من مجموعات عمل قمة النقب إلى التعاون I2U2 في الشؤون الاقتصادية وغيرها، وهو ما يقرب كثيراً من الدول.