حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أكد اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، التزام حرس المنشآت النفطية بتأمين الشركات والحقول النفطية دون أي تدخل في العمل داخل هذا القطاع، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تتولى تأمين المنشآت النفطية بشكل كامل منذ سنوات بعد تحريرها من العصابات المسلحة في سبتمبر 2016، جاء ذلك بينما رحب عدد من الأطراف الليبية برفع حالة «القوة القاهرة» عن الحقول والمنشآت النفطية.
وأوضح اللواء أحمد المسماري، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن القيادة العامة للجيش الليبي أعادت تشكيل حرس المنشآت النفطية بعد تحرير حقول وموانئ النفط، لافتاً إلى أن القيادة العامة تتولى تأمين حوالي 92% من المنشآت النفطية، بينها ميناء السدرة أحد أكبر الموانئ النفطية، وكذلك «الهروج والزويتينة والحريقة».
ولفت المسماري إلى أن جهاز حرس المنشآت النفطية يتولى تأمين مئات المناطق والحقول النفطية، منها حقل «الشرارة» في الجنوب الغربي الذي تبلغ مساحته 300 كيلومتر، وحقلا «الفيل وأم الأرانب»، بالإضافة إلى كامل الحقول النفطية في «حوض زلة ومرادة» ومنطقة «الواحات»، فضلاً عن تأمين الأنابيب التي تمتد لمئات الكيلومترات في قلب الصحراء من خلال دوريات استطلاع متواصلة ونقاط ثابتة تؤمن الخطوط والمحطات النفطية.
وكشف المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي عن تولي حرس المنشآت النفطية للمطارات التي توجد بالقرب من الحقول، لتأمين عملية هبوط الطائرات بالقرب من الحقول النفطية، بالإضافة إلى حماية جميع المستودعات في بنغازي وسبها وسرت، لافتاً إلى أن «النفط شبكة عنكبوتية تحتاج إلى مجهودات كبيرة جداً وآليات ومعدات حديثة في المراقبة والاستطلاع، وإمداد كبير للجنود والأجهزة المكلفة بحماية المحطات والحقول التي تعرض بعضها للتخريب خاصة في حوض مرزق بواسطة جماعات إرهابية، إلا أن جهود القوات المسلحة مكنت الشركات من صيانة وإصلاح ما تم تدميره».
وأمس الأول، أكّد الرئيس الجديد للمؤسّسة الوطنيّة للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة رفع إجراء «القوّة القاهرة» عن كلّ حقول النفط وموانئ التصدير في البلاد، بعد إعلان جماعات إنهاء حصار كانت تفرضه على هذه المنشآت.
وقال بن قدارة: «تُعلن المؤسّسة الوطنيّة للنفط انتهاء الإغلاقات في جميع الحقول والموانئ النفطيّة، ورفع حالة القوّة القاهرة عنها اعتباراً من 15 يوليو».
وباركت وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، إعلان المؤسسة الوطنية للنفط عن رفع القوة القاهرة واستئناف الإنتاج والتصدير من الحقول والموانئ النفطية، متوجهة بالشكر لكل من ساهم في هذا العمل الذي وصفته بـ«الوطني» الذي يضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار، معتبرة هذه الخطوة بداية الطريق الصحيح من أجل عودة معدلات الإنتاج للاستقرار خصوصاً في ظل ما يشهده السوق العالمي اليوم من ارتفاع ملحوظ لأسعار النفط الخام.
وأكدت وزارة النفط والغاز أنها تعتزم من خلال خططها الاستراتيجية وبالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط رفع الإنتاج الحالي، مؤكدة أن العمل سيكون على إعادة قطاع النفط والغاز إلى سابق عهده، وذلك بفضل الكفاءات والخبرات النفطية الليبية.
ونوهت الوزارة بأنها ستضع نُصب أعينها مهمة زيادة تطوير مستخدمي قطاع النفط والغاز والرفع من كفاءتهم كلٌ حسب تخصصه، فضلاً عن ضمان تحسين ظروفهم من حيث الراتب والتأمين الصحي.
وفي طرابلس، رحب رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة بإعلان مجلس الإدارة الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط رفع «القوة القاهرة» عن الحقول والمنشآت النفطية، مشدداً على أهمية أن ينعكس ذلك في تحسين وضع شبكة الكهرباء وتعزيز إمدادات الوقود.
وأضاف الدبيبة في تغريدة له عبر «تويتر»: «رؤيتنا ثابتة، ومبادئنا راسخة، نحو تحقيق الانتخابات في أفضل أوضاع ممكنة».
سياسياً، بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، أمس، مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي خريطة الطريق المقترحة من المجلس الرئاسي للسير نحو انتخابات رئاسية وتشريعية، مناقشة آليات معالجة النقاط الخلافية في سبيل إنجاح المسار الدستوري.