عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
كشفت مصادر مطلعة عن أن تشكيل حكومة جديدة في لبنان يواجه صعوبات، فيما يربط سياسيون ونواب الأمر برفض الكثيرين تولي الوزارة قبل فترة وجيزة من انتخابات رئاسة الجمهورية والتي من المتوقع أن تشهد تغييراً وزارياً بعدها وفقا لرؤية الرئيس الجديد.
وفي الوقت ذاته، تؤكد آراء لبنانية أنه لا شيء أهم في الوقت الحالي من الإصلاح الاقتصادي وإقرار القوانين المهمة وفي مقدمتها ترسيم الحدود البحرية، وتيسير إجراءات قرض صندوق النقد الدولي، وإن كانت هناك توقعات بأن خطة الإصلاح الاقتصادي الشاملة تحسم بعد انتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال البرلماني الدكتور رامي فنج إنه على كافة المسؤولين في لبنان لمواجهة الانهيار، أولاً تحديد نوع النظام الاقتصادي الذي يجب اعتماده في المستقبل، وتحديد القطاعات التي سيرتكز عليها، ما يتيح بالتالي البحث في كيفية إدارة السياسة المالية وإعادة هيكلة الدين العام.
وأضاف فنج لـ«الاتحاد»: أنه «يجب تحديد السياسة النقدية المطابقة للنظام الاقتصادي الناشئ وتحديد البنية التحتية وشكل النظام المالي لإعادة هيكلة النظام المصرفي وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية وبلورة النظام الضريبي ليتناسق مع الرؤية الاقتصادية الاجتماعية، كما يجب اعتماد مبدأ الشفافية وإخضاع الحوكمة لمسار الإصلاحات منعاً للفساد والصفقات».
وأكد الدكتور فنج أنه بـ«النسبة للحكومة التي سمي لتأليفها نجيب ميقاتي وقدم تشكيلتها إلى رئيس الجمهورية، فلم يشارك بها نواب التغيير ضمن المحاصصة التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، ويبدو أنه من الصعب تشكيلها اليوم إلا إذا قام المعنيون بتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقهم للحد من الخسائر والانهيار، وهي حكومة حتى لو أبصرت النور فستظل عدة أشهر فقط حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
بدوره، قال السياسي اللبناني خلدون الشريف إن الوضع الحالي لا يخدم أحداً، ومع استمرار عدم تشكيل الحكومة فإن تأزم الوضع مرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار حكومة تصريف الأعمال.
وأضاف الشريف لـ«الاتحاد» أنه من الصعب تشكيل حكومة جديدة قبل انتخابات الرئاسة، بسبب التقارب الزمني بين تكليف ميقاتي وبين الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها خلال الفترة المقبلة، وهو أمر لا يساعد على وضع آلية إصلاح اقتصادي كاملة من مجلس النواب أو الحكومة الحالية المكلفة بتسيير الأعمال، خاصة أنه من المتوقع أن يأتي الرئيس الجديد برؤية كاملة للإصلاح الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان وبشكل عاجل للتخلص من العديد من الأزمات.