أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نجاح المرحلة الأولى من خطة الرئاسة لحج هذا العام دون حصول أي حوادث بين قاصدي الحرمين الشريفين وبجودة وتميز كبيرين لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأكد معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن الخطة بمرحلتها الأولى والتي ارتكزت على عدد من المحاور التشغيلية الهادفة إلى خدمة ضيوف الرحمن وفق أعلى المستويات حققت أهدافها المرسومة.
وأرجع نجاح المرحلة الأولى من الخطة إلى التعاون المثمر مع الجهات كافة العاملة على خدمة ضيوف الرحمن والذي وفر بيئة آمنة وصحية في الحرمين الشريفين لخدمة الحجيج، وإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين وإظهار قيم الإسلام ونهج الوسطية والاعتدال.
كما أعلن معاليه نجاح مشروع الترجمة الفورية لخطبة عرفة بأربع عشرة لغة عالمية وتحقيق أكثر من «200» مليون مستفيد حول العالم وذلك لأول مرة في تاريخ المشروع وشملت «الإنجليزية - الفرنسية - الملاوية - الأوردية - الفارسية - الروسية - الصينية - البنغالية - التركية - الهوسا - الإسبانية - السواحلية - التاميلية والهندية»، وتم البث من خلال منصة وتطبيق «منارة الحرمين» بسلالة ويسر وبأعلى كفاءة، ما يعكس جهود المملكة العربية السعودية في إيصال رسالة الحرمين الشريفين ومنبر عرفة إلى العالم أجمع.
وأوضح أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قامت ببث خطبة يوم عرفة من خلال منصة وتطبيق «منارة الحرمين» وعبر ترددات البث الإذاعية بالمشاعر المقدسة باستخدام أحدث الأجهزة التي تبث هذه الترددات من جوار المسجد الحرام للعالم كافة، مؤكداً مواصلة الرئاسة العامة تسخير أحدث التقنيات الحديثة وآليات الذكاء الاصطناعي لإيصال رسالة الحرمين الشريفين، والارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزائرين على مدار العام. على صعيد متصل أشرف الشيخ السديس على تسيير حركة الحشود وإدارتها و خطط التفويج وانسيابية صحن المطاف ونقاط الدخول والخروج، وجميع الأنظمة الهندسية والخدمية والتوجيهية، والشاشات الإرشادية، واللوحات الرقمية، للتسهيل على الحجيج لأداء طواف الإفاضة بالمسجد الحرم وتقديم الخدمات المميزة لهم. وشدد معالي الدكتور عبد الرحمن السديس على ضرورة العمل والجد والاجتهاد خدمة لضيوف الرحمن، مؤكداً سعي الرئاسة لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن وفق معايير عالية وبجودة لضيوف الرحمن. كان الشيخ السديس قد أعلن عن تشكيل لجنة حوكمة الأعمال و قياس الأثر لموسم الحج برئاسة وكيل الرئيس العام للحوكمة والشؤون القانونية الدكتور عبدالوهاب الرسيني. وقامت الرئاسة العامة، بالتعاون مع الجهات المعنية، بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي وفق تنظيم وترتيب دقيق روعي فيه أعلى درجات الإتقان.
وأوضحت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين أن هذه الجهود التي تبذلها الرئاسة تأتي تحقيقاً للتوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة في المملكة بالعناية الفائقة بضيوف الرحمن ليؤدوا عباداتهم ومناسكهم، بما يحقق إقامة شعيرة الركن الخامس والتأكيد على ضمان سلامتهم.
إلى ذلك استفاد أكثر من «600» ألف حاج من خدمات التطويف المركزي خلال «35» يوماً داخل المسجد الحرام، والذي تشرف عليه الإدارة العامة لشؤون التطويف والمطوفين ممثلة بإدارة شؤون التطويف والذي تقدم خدمة التطويف والإرشاد والتوجيه لضيوف الرحمن.
وقدم البرنامج الخدمة لأكثر من «600» ألف حاج وبنسبة 67% من مجموع الحجاج لهذا العام.
وأولت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عنايتها لتعقيم وغسيل كامل المسجد الحرام وجنباته وساحاته، ليكون آمناً من الأوبئة بعدما كثّفت الجهود في غسله وتعقيمه 10 مرات يومياً وذلك حفاظاً على سلامة القاصدين. وفي سياق متصل، قدمت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية التابعة للرئاسة العامة لشؤون الحرمين ممثلة في الإدارة العامة للمصاحف والكتب العديد من الأعمال والخدمات الخاصة بخدمة كتاب الله -عز وجل- وتوزيعه خلال موسم حج 1443هـ. شملت هذه الأعمال والخدمات تزويد الأرفف والدواليب الخاصة بالمصاحف في المسجد الحرام منذ بداية شهر ذي الحجة، بأكثر من «80» ألف نسخة من كتاب الله الكريم، من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إضافة إلى توزيع أكثر من «100» ألف نسخة على قاصدي البيت الحرام، مختلفة الأحجام.
وتقوم الإدارة العامة للمصاحف والكتب ضمن المهام المنوطة بها بوضع المصاحف في الأماكن المخصصة لها، ليسهل على قاصدي المسجد الحرام الاستفادة منها، خلال موسم الحج، إضافة إلى تخصيص مواقع ودواليب لمصحف الحرمين الإلكتروني ومصاحف برايل للمكفوفين، ومصاحف تراجم معاني كلمات القرآن الكريم، بعدة لغات أهمها «الإنجليزية، والأوردية والإندونيسية»، داخل المصليات المخصصة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
وتتميز مصاحف برايل للمكفوفين، بسهولة قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته، وتحويل أحرف برايل الثابتة إلى متحركة والتي تتشكل إلكترونياً حسب آيات القرآن الكريم، والأحرف العربية، والصفحة مع مطابقته لمصحف مجمع الملك فهد وإخراجه في تصميم يساعد الكفيف على الوصول إلى الصفحات والسور والأجزاء بسرعة وسهولة وتقديم النص الكامل للقرآن الكريم والأحرف العربية و الصفحة.
من جانبها وزعت «وكالة المشاريع والدراسات الهندسية بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين»، ممثلة بالإدارة العامة للمساحة ونظم المعلومات الجغرافية دليل الإرشاد المكاني للمسجد الحرام لضيوف الرحمن القادمين لأداء طواف الإفاضة، بـ«5» لغات عالمية وهي: «العربية - الإنجليزية - الأوردية - الفرنسية - الإندونسية». ويسهم «دليل الإرشاد المكاني للمسجد الحرام» في إيضاح كل الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمسجد الحرام مثل «مواقع دورات المياه، مقرات توزيع العربات، ومواقع المراكز الصحية، ومكاتب الإرشاد، ومكاتب المفقودات وغيرها».
كانت «الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين» قد أطلقت الشهر الماضي أكبر خطة تشغيلية لموسم حج بعد جائحة «كورونا» بحزمة متنوعة من الخدمات الرقمية، وإدخال التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية والأنظمة الملاحية والروبوتات الآلية ومصاحف برايل الإلكترونية لتمكين القاصدين، وتسهيل أداء مناسكهم، وترجمة جميع خدمات الحرمين والدروس العلمية والمحاضرات التوجيهية إلى 10 لغات حية من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية ومشروع ترجمة خطبة عرفة، فضلاً عن إتاحة ما يتجاوز 400 ألف ساعة تطوعية لأبناء وبنات المملكة في 10 مجالات مختلفة تختص بخدمة ضيوف الرحمن.
ووفرت الرئاسة ضمن الخطة أكثر من 1800عربة كهربائية للحجاج من كبار السن وذوي الإعاقة يمكن حجزها مسبقاً عبر تطبيق «تنقل»، وذلك لضمان سهولة الحركة وانسيابيتها في المطاف المخصص للعربات والمسعى. كما أطلقت حملة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا في عامها العاشر»، تحت شعار «الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة»، لتكون محفزة لمنسوبي الرئاسة ومنسوباتها للتنافس في خدمة وفد الله.